الوقت زوالٌ عصفور حطّ على النافذة يستريح من شدة الحر صفارة الطنجرة في مطبخ أمي ... صفارات مطابخ الجيران أسمعها من بعيد ... ضحكات أطفال الحي , و بائع المانطكاضو يلحن بصوته مرسخا ذكريات طفولتي . أما أبي ... يستريح أيضا في زاويته الموعودة ... جهاز الراديو العجوز فوق صدره مثبت على موجة اسبانية . أشعر بالتعب مع أني لم أفعل شيئا جسمي ثقيل كالحصان الميت، و حتى خبز الفران يحملها الطارح . على مائدة الغداء نفس الحوار ثمن اللحم و الطماطم و من أين اشتُرى اللبن أبي يخبرنا بموت فلان و أمي تخبرنا بزاوج بنت فلانة و هي تنظر إلى أختي . و حتى التلفاز فلا جديد سوى عن نشاطات صاحب الجلالة . تذكروا معي لكم مللت تلك اللحظات و الان .. و كالغبي أبكي أحن اليها ..