تأهل المنتخب المالي إلى المربع الذهبي لنهائيات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم عبر الفوز على نظيره الجابوني بضربات الجزاء الترجيحية 5/4 بعدما أنتهى الوقت الاصلي والإضافي بتعادل الفريقين بهدف لمثله في المباراة التي جمعت بينهما اليوم الأحد في دور الثمانية للبطولة التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون حتى الأحد المقبل. وتقدم المنتخب الجابوني بهدف عن طريق ايريك مولونجي في الدقيقة 55 ثم تعادل تيدياني دياباتي للمنتخب المالي في الدقيقة 83. ولجأ الفريقان إلى وقت إضافي مر دون جديد، لتكون كلمة الفصل عبر ضربات الجزاء الترجيحية التي حسمها منتخب مالي لصالحه. وأهدر بيير أوباميانج ضربة الجزاء الرابعة للمنتخب الجابوني ليطيح ببلاده من البطولة بعد أن نجح منتخب مالي في تسجيل جميع ضرباته الخمس. ويصطدم المنتخب المالي في الدور قبل النهائي بنظيره الإيفواري، الذي أطاح بغينيا الاستوائية، الدولة الأخرى المنظمة للبطولة، بثلاثة أهداف نظيفة أمس السبت في دور الثمانية. وقبل انطلاق المباراة تم الوقوف دقيقة حداد على روح 73 مشجعا سقطوا يوم الاربعاء الماضي على استاد بورسعيد خلال مباراة الأهلي مع المصري بالدوري المصري لكرة القدم. وبدأ منتخب مالي المباراة بضغط هجومي مكثف أملا في تسجيل هدف مبكر يربك به حسابات صاحب الأرض. ولكن بعد مرور الدقائق الخمس الأولى بدأت دفة المباراة تتحول لصالح المنتخب الجابوني الذي وصل أكثر من مرة لمرمى سومبيلا دياكيتي ولكن دون أن ينجح في هز الشباك. وشكلت تحركات بيير أوباميانج ودانييل كوزان خطورة كبيرة على مرمى مالي خلال الربع ساعة الأولى، في الوقت الذي اكتفى فيه منتخب مالي بأداء الدور الدفاعي. وكاد المنتخب الجابوني أن يتقدم بهدف في الدقيقة 16 إثر عرضية رائعة من ايريك مولونجي ولكن كوزان فشل في وضعها برأسه إلى داخل الشباك. وتعرض دانييل كوزان للعرقلة داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم الجزائري جمال حمودي أشار باستمرار اللعب. وشهدت الدقيقة 28 إهدار المنتخب الجابوني أخطر فرصة في المباراة بعد أن تلقى أوباميانج كرة عرضية متقنة من كوزان وضعته منفردا أمام المرمى مباشرة ليسدد كرة عالية (لوب) لحظة خروج الحارس من مرماه، ولكن القائم الأيسر وقف له بالمرصاد. وبعد دقيقتين فقط سنحت فرصة أخرى مؤكدة للمنتخب الجابوني إثر تمريرة جديدة من كوزان فشل اوباميانج في تسديدها في الشباك وهو على بعد سنتيمترات من المرمى. وسيطر المنتخب الجابوني على مجريات اللعب بشكل كامل في الوقت الذي أجبره فيه كوزان المنتخب المالي على التراجع للدفاع بسبب تحركاته الخطيرة التي كادت أكثر من مرة أن تسفر عن هدف. وحصل الفريق الجابوني على ضربة حرة مباشرة من مسافة 25 ياردة ليسددها مولونجي قوية في أحضان الحارس دياكيتي. ومرت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وسط ضغط متواصل من جانب المنتخب الجابوني، يقابله دفاع مستميت من نظيره المالي، لينتهي النصف الأول من المباراة بتعادل الفريقين سلبيا. ومرت الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني بشكل بطيء، وسط محاولات على استحياء من جانب المنتخب الجابوني. وجاءت الدقيقة 55 لتعلن عن هدف السبق للمنتخب الجابوني إثر عرضية طولية من الناحية اليمنى وصلت إلى أوباميانج داخل منطقة الجزاء ليمررها إلى مولونجي الذي سدد مباشرة لتصطدم الكرة بالحارس وتسكن الشباك. وكاد المنتخب المالي ان يرد بهدف سريع بعد أن وصلت الكرة إلى موديبو مايجا أمام المرمى مباشرة ليسدد كرة قوية أنقذها الحارس الجابوني ديديه اوفونو بصعوبة. وارتدت الكرة بهجمة سريعة للجابون انتهت بتمريرة عرضية من الناحية اليمنى لمولونجي ليسددها كوزان مباشرة ولكن الكرة ارتطمت بالأرض قبل أن تصطدم بالقائم، ليضيع هدف مؤكد لأصحاب الأرض. وكاد المدافع الجابوني برو ابانجا أن يكلف بلاده هدف التعادل بعد أن ارتكب خطأ فادحا داخل منطقة الجزاء لتصل الكرة إلى موديبو مايجا الذي فشل في استثمار الموقف لصالحه. وكثف منتخب مالي من من محاولاته الهجومية أملا في اقتناص هدف التعادل في الوقت الذي لعب فيه المنتخب الجابوني بتوازن بين الدفاع والهجوم سعيا للحفاظ على هدف التقدم حتى النهاية. واثمرت محاولات منتخب مالي عن هدف التعادل في الدقيقة 83 إثر تمريرة عرضية هيئها موديبو مايجا برأسه إلى اللاعب البديل تيدياني دياباتي الذي استدار بجسمه قبل أن يسدد الكرة في أقصى الشباك، ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر. وكاد موديبو مايجا أن يضيف الهدف الثاني لمنتخب مالي بعد أن استغل خطأ دفاعي فادح من الجابون ليسدد كرة أرضية زاحفة مرت بالكاد بجوار القائم الأيمن. ومرت الدقائق المتبقية من المباراة وسط محاولات من جانب الفريقين لخطف هدف الفوز، ولكن المحاولات باءت بالفشل ليطلق الحكم صافرته معلنا عن انتهاء الوقت الأصلي بتعادل الفريقين بهدف لمثله، واللجوء إلى وقت إضافي للمرة الأولى خلال النسخة الثامنة والعشرين من البطولة الافريقية. وسيطر المنتخب الجابوني بشكل كبير على أجواء اللعب في الشوط الإضافي الأول في الوقت الذي شكلت فيه تحركات سيدو كيتا نجم برشلونة الاسباني بعض الخطورة على دفاعات أصحاب الارض، ولكن دون أن ينجح أي من الفريقين في هز الشباك. وبذل منتخب مالي مجهودا مضاعفا في الشوط الإضافي الثاني أملا في خطف هدف يصعب تعويضه، ولكن أصحاب الارض كانوا لهم بالمرصاد في جميع محاولاتهم. وحسم المنتخب المالي ضربات الجزاء الترجيحية لصالحه ليعبر عن جدارة إلى الدور قبل النهائي للبطولة.