أكد الرباعي جعفر عطيفي ونور الدين لغماتي ومحسن الضرعاوي وعبد الرزاق بلمجاهد على أن اختيار ماربيا الاسبانية لاحتضان التجمع الإعدادي للمنتخب الوطني لم يكن قرارا صائبا. وقال عطيفي إن التحضير البدني لم يكن في المستوى العالي، في الوقت الذي أكد فيه لغماتي أنه اتضح جليا وجود لاعبين غير جاهزين بدنيا لخوض غمار مسابقة من قيمة كأس أمم إفريقيا التي تعتمد على الاندفاع البدني، بينما أقر كل من الدرعاوي وبلمجاهد على أن ضعف اللياقة التنافسية للاعبين المنادى عليهم كان أكبر إكراه واجه الطاقم التقني للمنتخب الوطني. جعفر عطيفي : مدة المعسكر لم تكن كافية أكد جعفر عطيفي، المعد البدني السابق للمنتخب الوطني والجيش الملكي والحالي لفريق الرجاء البيضاوي، أنه يصعب تأكيد ضعف التحضير البدني للعناصر الوطنية قبل الاستحقاق القاري، لكنه لم يتردد في الوقت ذاته في التأكيد على أنه لم يكن في المستوى العالي بعد تقييم العطاء. وأوضح جعفر في اتصال هاتفي مع «المساء» أن المردود البدني لم يكن بالضعيف، خصوصا خلال مباراة تونس الافتتاحية رغم أنه أشار إلى كون الرشاقة البدنية والسرعة كانتا تنقصان العناصر الوطنية على ضوء ما أسفرت عنه المبارتين. وكشف عطيفي أن 10 أيام التي استعدت فيها العناصر الوطنية خلال معسكر ماربيا لم تكن بالمدة الكافية لاستحقاق من قيمة الكأس القارية، خصوصا إذا ما علمنا، يضيف المتحدث نفسه، أنها تشمل أيضا أيام السفر إلى إسبانيا والغابون، دون أن تفوته الفرصة للإشارة إلى التأثير السلبي لقلة تنافسية العديد من اللاعبين على مستوى التحضيرات. وأبرز عطيفي أن تطوير مجموعة من المؤهلات يتطلب أسبوعين أو ثلاثة على الأقل، موضحا في السياق ذاته أن انعكاسات قصر مدة الإعداد كانت أقل حدة في الدور الأول الذي قال إنه لم يشهد مشاكل كثيرة، قبل أن يتابع قائلا:» لقد فضل الطاقم المشرف على المنتخب التحضير بنسبة 80 في المائة من الناحية البدنية والسفر قبل أيام قليلة على بداية المسابقة». ولم يخف جعفر انعكاسات الجانب النفسي والضغوطات المصاحبة له على الجانب البدني للاعبين، فضلا عن الظروف المناخية التي تدور فيها المنافسات، معللا ذلك بمقارنة مردود العناصر الوطنية بعد تسجيل هدف السبق أمام الغابون وما أعقب تسجيل أصحاب الأرض لهدف التقدم، موضحا أن الإحباط نال من المخزون البدني للاعبين وأثر عليهم سلبا. نور الدين لغماتي : غيريتس اعتقدأن التأهل إلى الدور الثاني مضمون لم يخف نور الدين الغماتي، المعد البدني لفريق الدفاع الحسني الجديد، أنه اتضح جليا وجود لاعبين غير جاهزين بدنيا لخوض غمار مسابقة من قيمة كأس أمم إفريقيا التي تعتمد على الاندفاع البدني بفضل المقومات الجسمانية التي يتوفر عليها اللاعبون الأفارقة، ما قال إنه يجعل الإيقاع مرتفعا. وانتقد الغماتي اعتماد غيريتس على تشكيلة تعاني من قلة التنافسية، التي قال إنها أثرت على المردود العام للمنتخب، وهو ما قال إن مجريات المبارتين أمام تونس والغابون كشفتا النقاب عنه رغم صعوبة القيام بتقييم للوضع بعيدا عن الإلمام بالأجواء والكيفية التي دارت فيها التحضيرات. وأوضح الغماتي أن اختيار إقامة المعسكر الإعدادي بماربيا كان سيكون له دور ايجابي في حالة التأهل إلى الدور الموالي نتيجة التأخر في السفر إلى الغابون، دون أن تفوته الفرصة للتأكيد على جسامة خطأ إقحام السعيدي، الذي قال إنه غير جاهز بدنيا بسبب الإصابة التي ألمت به وغيبته عن مجموعة من الحصص الإعدادية، قبل أن يختم قائلا» لقد اعتمد غيريتس على نفس التركيبة السابقة بالرؤية ذاتها دون اكتراث لتغير العديد من المعطيات خصوصا على مستوى التنافسية والجاهزية». محسن الضرعاوي : المردود البدني كان ضعيفا أوضح محسن الدرعاوي، المعد البدني لفريق المغرب الفاسي، أن أكبر إكراه كان أمام الطاقم التقني للمنتخب الوطني ضعف اللياقة التنافسية للاعبين المنادى عليهم لاعتبارات عديدة أهمها عاملي الإصابة والغياب عن التنافسية. وأكد الدرعاوي أنه من البديهي أن يتعامل المعد البدني مع هذا المعطى، الذي يؤثر بشكل أو بأخر على المردود العام للاعبين الذين خاض معظمهم مباريات قليلة جدا، ما يوضح أن نوعية اللاعبين المعتمد عليهم غير جاهزة بدنيا وبالتالي فالسعة الهوائية والسرعة القصوى كانت ستكون حتما ضعيفة، ما يجعل فترة المعسكر الإعدادي فرصة لاستدراك بعض النقص. وكشف الدرعاوي أن الدور كان على المعد البدني لإيجاد الطريقة المثلى للتعامل مع المعطى، مبرزا في السياق ذاته أن مدة التحضير لم تكن كافية، قبل أن يستطرد قائلا:» خلال بداية الموسم يقوم الطاقم المختص في الإعداد البدني بالقيام بعمل قاعدي على مستوى الإعداد البدني تعقبه وسط السنة فترة للتذكير بما تم انجازه، غير أن السؤال المطروح هو هل قام اللاعبون بعمل قاعدي مع بداية الموسم خصوصا إذا ما علمنا أن مجموعة منهم عانت من الإصابة في الوقت الذي كان يبحث فيه آخرون عن أندية جديدة؟. وأوضح الدرعاوي أنه على ضوء المردود المقدم على المستوى البدني، والذي كان ضعيفا خلال المباريات، يتضح أنه لم يكن هناك عمل قاعدي، قبل أن يختم قائلا:» الطقوس والأجواء الإفريقية مختلفة تماما عن نظيرتها الأوروبية وبالتالي كان من الأفضل التحضير بدولة إفريقية كما تقوم به العديد من الدول بينها مصر، عوض التوجه صوب مدينة سياحية أوروبية». عبد الرزاق بلمجاهد : ضعف الطراوة البدنية وقلة التنافسة أثرا على المنتخب قال عبد الرزاق بلمجاهد، المعد البدني للنادي المكناسي، إن مشكل المنتخب الوطني لم يكن في الإعداد البدني بقدر ما كان في ضعف الطراوة البدنية والنقص والافتقاد إلى التنافسية، فضلا عن الجانب النفسي الذي قال إنه يكتسي أهمية بالغة في مثل هذه المناسبات، التي تشهد ارتفاع معدل الضغط النفسي على اللاعبين. وكشف بلمجاهد أن المعسكر الإعدادي بماربيا الاسبانية كان خاطئا على اعتبار أنه نسف المخزون البدني للاعبين نتيجة الرطوبة التي يترتب عنها استهلاك الأوكسجين بكثرة، خصوصا بعد عدم التعويض والتوجه مباشرة إلى الغابون لخوض غمار الاستحقاق القاري. وأوضح بلمجاهد أن اللاعبين لم يستفيدوا من تجمع ماربيا من الناحية البدنية مبرزا أنه كان يتعين التوجه 10 أيام أو أسبوعين إلى ليبروفيل للرفع من منسوب المخزون البدني والطراوة، مستغربا اختيار ماربيا ذات الخصائص السياحية، ومشيرا في السياق ذاته إلى أنها تصلح للاسترخاء أكثر منها للتحضير والإعداد. وأكد بلمجاهد أنه كان هناك إجماعا حول ضرورة التوفر على مخزون بدني كبير من أجل الظهور بمظهر جيد خلال المباريات التي تدور رحاها في درجة رطوبة تتجاوز 80 في المائة، خصوصا بالنسبة للاعبين يعيشون ويمارسون في أوروبا ومقبلين على المشاركة في دول افريقية. ولم تفت بلمجاهد الفرصة للإشارة إلى الخطأ المرتكب بإقحام السعيدي المصاب والغائب عن العديد من الحصص التدريبية بماربيا بعد تجاوزه مضاعفات إصابة سابقة، وتابع قائلا» البطولة تعتمد على القوة والاندفاع البدني والسعيدي لم يكن جاهزا لأن غياب لاعب لثلاثة أيام فقط يستلزم مدة من الزمن للعودة إلى سابق مستواه، وهو ما يفسر ظهوره بمستوى ضعيف».