ساعات قليلة وأنظار عشاق الساحرة المستديرة ستتجه مرة أخرى إلى إسبانيا، أرض الكلاسيكو رقم 1 في الكون من حيث المتعة والمتابعة الجماهيرية بين فريق ملكي مضيف طامح إلى تقليص الهوة في سلم النقاط والاستمرار في المطاردة، وبين غريم كاتالوني ضيف راغب في توسيع تلك الهوة والهروب أكثر في مقدمة الترتيب. رغم اتساع النقاط إلى 11 نقطة بين المنافسَيْن ،إلا أن مباراة الكلاسيكو تبقى دائما "فاكهة" الموسم دون الالتفات إلى فارق النقاط ،كما أن الفوز غالبا ما يكون بنكهة الفوز بالبطولة لكل فريق بغض النظر عمن يتوّج بها ،نظرا لما يصاحب مباريات الكلاسيكو من هالة إعلامية وجماهيرية في الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي ،خاصة وأن هذا الكلاسيكو يتزامن مع عطلة أعياد الميلاد. المباراة الأكثر انتظارا وترقبا في العالم ستجري طبعا في ظروف تتفاوت ،والقاسم المشترك بين الفريقين أنهما يعيشان أحسن الظروف ليكون الكلاسيكو بتلك الندية المنشودة والتشويق المنتظر ،فالفريق الملكي مازال منتشيا بالتتويج الثالث بالموندياليتو فبل أيام ،والفريق الكاتالوني يعيش على إيقاعات التألق المستمر في بطولة الليغا. صراعات المتيّمين والعشاق تسبق دائما الصراع الأكبر على أرض الملعب، بساعاتٍ و أيامٍ بل بأشهرٍ معدودة ،والتوقع في مثل هذه المناسبات قد يصل الى أعلى الدرجات في سلم التعصب ،فكل عاشق ينسب الفوز لفريقه و يبرّؤه من الخسارة ،وفق تحليلاته وتفسيراته الخاصة ،ولو كانت أحيانا منافية لمنطق الفوز والخسارة ،لتبقى لغة التكهنات وحدها من تستطيع أن تهزم الكلاسيكو. عشاق القلعة الملكية يبنون أمالا عريضة على نتيجة اللقاء ،باعتبار الفوز لديهم هو المفتاح الوحيد للعودة من باب المنافسة على اللقب ال34 الذي بات على هاوية الفقدان ،فهاجس ال11 نقطة صار يدق مضاجعهم رغم طول الطريق، كذلك فخط الدفاع مازال يترنّح ولم يجد بعد طريقا نحو الاطمئنان ،كما أن ضعف الوثيرة التهديفية لكريم بن زيمة يثير كثيرا من القلق لدى الانصار رغم ثقة ودفاع زيدان المستميث عنه في كل مرة. في الضفة الأخرى يدخل برشلونة اللقاء في أحسن الأحوال ظاهريا ،والطموح يحدو أنصاره ومحبيه بالفوز بنقاط المباراة الثلاث ،والثأر من الريال بعد خسارة "السوبر" ،فالفوز سيضع تشكيلة فالفيردي في الطريق الصحيح نحو لقب الليغا ال25 ،لكن تشكيلة البارصا لا تخلو أيضا من مخاوف وقلاقل ،على رأسها غياب صخرة الدفاع أومتيتي والصفقة الجديدة عثمان ديمبلي بداعي الإصابة ،إضافة إلى معاندة الشباك لرغبة سواريز التهديفية في الآونة الأخيرة ؛خاصة بعد مغادرة ضلع ثلاثي هجوم الرعب ،نايمار، للقلعة الكاتالونية نحو الليغ 1. في ظل المعطيات الحالية ،من الصعب إذن التكهّن بنتيجة الكلاسيكو الخامس والسبعين بعد المئة ،هل هو الفوز الثالث والسبعين للريال أم الفوز السبعين للبارصا أم هو تعادل رقم 34 للفريقين؟،لتبقى التكهنات "العاطفية" للعشاق والمتيَّمين سيدة الموقف حتى صافرة نهاية اللقاء.