"مصدر قوتنا هو أنت".. هكذا كان شعار الحملة التي أطلقها عدد من أبرز نجوم فريق ريال مدريد لحث مشجعيهم على ملأ درجات ملعب سانتياغو برنابيو لمؤازرتهم في الملحمة المرتقبة سهرة الثلاثاء أمام بروسيا دورتموند في إياب نصف نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن جماهير الميرينغي نفسها ستستخدم تلك الليلة نفس الشعار لتوجيهه للاعب واحد فقط ينتمي إليهم.. كريستيانو رونالدو. شارك النجم البرتغالي نفسه في تلك الحملة، حيث ظهر ضمن مشاهد شريط فيديو يلتمس من مشجعي الريال الدعم والتحفيز خلال تلك المباراة، التي يسعى فيها الأبيض الملكي لتحقيق انتفاضة تاريخية، وتعويض خسارته المهينة ذهابا في سيغنال إيدونا بارك 1-4 ، لكن كل عاشق للفريق المدريدي يدرك أنه مهما تعالت صيحاته بالتشجيع والهتاف والتصفيق، فإن المراد لن يتحقق إذا لم يكن رونالدو في يومه. ريال مدريد يحتاج رونالدو الليلة أكثر من أي وقت مضى، ليس الفريق بمعتاد أن يكون فريق اللاعب الواحد، ولكن شاء أم أبى هو كذلك الآن، فرغم تعدد النجوم والأسماء ذائعة الصيت داخله، يبقى "صاروخ ماديرا" عامل الحسم الأهم والأبرز ورجل المعارك الكبرى دون منازع بفريق العاصمة الإسبانية. المهمة تبدو معقدة، بل شبه مستحيلة قياسا بالمستوى المبهر الذي ظهر به دورتموند ذهابا وفي مجمل مباريات البطولة، لكن شعب مدريد يؤمن ببصيص الأمل ويحلم بالعبور إلى نهائي ويمبلي والظفر بالكأس القارية العاشرة، لكن بشرط أن يكون رونالدو مصدر إلهامهم وبطل الملحمة، فبدونه ستتحول إلى قصة خيال علمي. الأمر ليس متوقفا على المشجعين وحسب، بل أن زملاء رونالدو أنفسهم يدركون أنهم تابعين له، وليس بإمكانهم حسم الموقعة مثله، وهذا ما تجلى في تصريحات لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة، الذي أكد أن التأهل مرهون بتألق كريستيانو. الريال في أمس الحاجة لهز شباك أسود فستفاليا، بثلاثة أهداف نظيفة كحد أدنى، ومن غير رونالدو أفضل في تنفيذ تلك المهمة؟، رغم أنه ليس رأس حربة صريح بل جناح أيسر، فسجله التهديفي لا يوصف سوى بالخرافي، بواقع الأرقام سجل 197 هدفا في 194 مباراة منذ ارتدى قميص الريال للمرة الأولى في العام 2009 ، ومن يدري؟، فربما يصل للرقم 200 في الليلة المنشودة. ريال مدريد الحالي لا يمكنه العيش والتنفس بدون رونالدو، فهذا الجيل الذي يقوده مواطنه جوزيه مورينيو متوج بكأس ملك إسبانيا 2010 برأسية رونالدو التي مزقت شباك خوسيه بينتو حارس برشلونة في كلاسيكو الميستايا بالنهائي، وهذا الجيل متوج بالليغا 2011 بفضل مشوار رائع لإبن مدينة ماديرا، ولا سيما بهدفه الذي حسم البطولة في ملعب كامب نو وفي شباك فيكتور فالديس هذه المرة، ليمنح فريقه رقما قياسيا ببلوغ 100 نقطة على القمة نتاج أهدافه ال46، ليقود الاحتفال الرسمي للقب بملعب سان ماميس قلعة أتلتيك بيلباو. هذا الجيل أيضا تفوق على عمالقة برشلونة للمرة الثالثة مطلع الموسم، بالتتويج بكأس السوبر المحلي بفضل تألق استثنائي لرونالدو أيضا، لذا فمن غيره قادر على قيادة الطائفة المدريدية للكأس ذات الأذنين؟.