حاوره: محمد زايد قال حسن بنعبيشة مدرب امنتخب الوطني للشباب، في حوار مع موقع البطولة ، أنه قدم استقالته من تدريب هذا المنتخب حفاظا على كرامته، بعد أن أهمله المسؤولون عن قضية تجديد عقده كما صرح بذلك، زيادة على أنه يتقاضي راتبا هزيلا، يهين عفته ويخدش كرامته أيضا. وأضاف بنعبيشة أنه اقترح على بعض المسؤولين الجامعيين اللعب في كأس افريقيا للمحليين بمنتخب الشباب، رافعا تحديا كبيرا، ان هو لم يمر للدور الثاني، مضيفا أنه يستغرب للطريقة التي يتعامل بها بعض مسؤولي الجامعة مع هذا المنتخب الذي حقق انجازات تعد الأولى تواليا في تاريخ الكرة الوطنية : هل قدمت فعلا استقالتك من تدريب المنتخب الوطني للشباب؟ تقريبا، استقالة شفهية، في انتظار الرسمية، بعد أن أخبرت حكيم دومو بذلك، وبعض الاعضاء الجامعيين بهذا المستجد صباح هذا اليوم.
وما هي الأسباب الحقيقة وراء هذا القرار المفاجئ؟ صراحة، ولكي لا أكون كاذبا، لا أقبل على نفسي أن أكون مدربا حقق هذه الانجازات مع هذا الجيل الواعد، بشهادة الجميع ، وراتبي لا يتعدى أربعة ملايين سنتيم، وهو يعادل راتب بعض المدربين بقسم الهواة ببلادنا، وأعتقد أنه قبل أن يكون اجحاف في حق حسن بنعبيشة، فهو اجحاف في حق جيل بأكمله، زد على ذلك أن عقدي ينتهي سنة 2014، ولحد الان لم يفاتحني أحد بموضوع التجديد، ولا أخفيك سرا، لم أتقبل هذا الوضع المهين بتاتا. إذن هي مسألة كرامة أولا وأخيرا؟ بالطبع، هل يعقل أن نرى مدربا وطنيا يحقق ما تَحقق بمعية هذا الجيل، ولا يتقاضى الا أربع ملايين سنتيم، وحتى الطريقة التي يُعامل بها من طرف المسؤولين فيما يخص تجديد العقد، لا يقبلها أي مدرب مهما كان, حتى أني فتحت هذا الموضوع مع بعض المسؤولين الجامعيين أكثر من مرة، لكن لا حياة لمن تنادي. يحز في النفس سماع مثال هذا الخبر، خصوصا وأن الكل يجمع أننا بدأنا نرى ملامح منتخب مستقبلي قادر على رفع التحدي؟ نعم هذا صحيح، أنا لا أرمي الورود على هؤلاء الشبان، لكن فقط أستشهدوا بالجالية المغربية التي كانت بنيس الفرنسية، وأنتم ستعرفون الشق الانضباطي والاخلاقي لهؤلاء اللاعبين، بغض النظر عن أداءهم في رقعة الميدان، زد على ذلك الحس الوطني العالي جدا لهؤلاء الشباب، فلماذا اذن يضيع كل هذا سدىً، ولا يتم العمل بنفس النهج الذي تم التعامل به مع منتخبات عربية كالمنتخب المصري الذي كان يشرف عليه حسن شحاتة سنة 2003، ولكل يعرف ماذا حقق هذا المنتخب، أو منتخب ناشئي الامارات بقيادة مهدي علي، الذي أضحى الان منتخبا أولا، قد يكون الافضل على مر تاريخ الكرة الاماراتية، فلماذا الاستثناء مغربيٌ فقط؟ سؤال لم ألَق له جوابا كافيا وشافيا، حتى أني قترحت على المسؤولين اقتراحا وتحديا كبيرا، هو أن نلعب كأس افريقيا للمحليين بهؤلاء الشبان، وإن لم أتجاوز الدور الثاني، فليحرموني من راتبي، لكن للأسف، هناك اتحادات كرة تبني مستقبلها بأيديها، وهناك أخرى تقوم بالعكس. هنا تقصد الجامعة الملكية لكرة القدم؟ لا أقصد أحدا بعينه، ولا أطلب المستحيل، طلبي بسيط جدا، هو اعطاء حسن بنعبيشة ما يستحقه، والمراعاة لكرامته، وإلا، فليوظفوني كمكلف بالامتعة، على الاقل سأتقاضي راتبا أفضل مما أتقضاه طيلة ثلاث سنوات، وككلمة أخيرة، هذا الجيل يحتاج للدعم، وهو نواة المستقبل، من أراد بالكرة الوطنية خيرا، فليتقي الله في هؤلاء الشباب، وإلا ستظل النكسات عنوانا لكرتنا الوطنية.