خلصت الأبحاث الأولية التي أجريت حول ملف «القنبلة» التي عثر عليها في طرد بحافلة للنقل الدولي بميناء طنجة المتوسطي، إلى أنها أرسلت إلى مواطنة مغربية يرجح أنها تقيم في خريبكة واسمها «رحمة». وحسب مصادر مطلعة، فإن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أجرت أبحاثا وتحريات بكل من خريبكة ووادي زم والفقيه بنصالح سعيا إلى تحديد هوية السيدة التي كانت ستتسلم الطرد الذي يحتوي على القنبلة، غير أنها فشلت في الحصول على أي معطيات إضافية تخصها، ما أعاد عملية البحث إلى نقطة الصفر، ليتقرر الاستماع من جديد إلى سائق الحافلة ومساعده حول صدقية المعلومات التي أدليا بها لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة. وأرسلت المصالح الأمنية المغربية، عبر مكتب الأنتربول بالرباط، تقريرا إخباريا إلى نظيرتها الإيطالية، المكلفة بالبحث في الملف، يتضمن خلاصة الأبحاث حول «المغربية رحمة» التي كانت ستتسلم القنبلة بمحطة خريبكة. وباشرت المصالح الأمنية الإيطالية بنابولي أبحاثها، استنادا إلى المعلومات المتوصل بها من نظيرتها المغربية، وركزت في تحرياتها على مغاربة يشتغلون في مجال تقنيات الكهرباء، على اعتبار أن المعلومات التي أدلى بها سائق الحافلة رجحت أن يكون مرسل القنبلة كهربائيا يقيم بقرية بضواحي نابولي. ووفق مصادر مطلعة، فإن الشخص الذي سلم إلى سائق الحافلة الطرد المحتوي على القنبلة سلمه رقما هاتفيا وطلب منه أن يتصل به بمجرد وصوله إلى طنجة. وحسب ما تسرب من معلومات، فإن المغربي المقيم في نابولي قال لسائق الحافلة «ستجد في استقبالك بمحطة خريبكة فتاة تسمى رحمة وهي من أقاربي». وكتب على الطرد اسمها بحروف لاتينية، وقد أرسلت الشرطة المغربية صورة للكتابة إلى نظيرتها الإيطالية لإجراء خبرة على الخط، سعيا إلى تحديد هوية المتهم. ولم تفض عملية رفع البصمات عن القنبلة من طرف مصالح الشرطة التقنية والعلمية إلى أي نتيجة، على اعتبار أن المتهم استعمل قفازات لدى تركيبها، ما يرجح فرضية أنه لم يكن يخطط لتفجيرها وكان يريد فقط توجيه رسالة ما إلى جهة معينة. واستمعت مصالح الشرطة القضائية إلى مسير شركة النقل الدولي ومقرها في الفقيه بنصالح، حول ما إذا كان له أعداء سعوا، من خلال وضع القنبلة داخل حافلته، لتسبب له متاعب مع الشرطة وربما إدخاله إلى السجن، وصرح أن ليس له أي عداوات سواء في المغرب أو في إيطاليا، وأن الشركة أسست منذ سنوات ولم يسبق أن فتح أي تحقيق مع أي من مستخدميها. وتنسق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حاليا، مع مديرية مراقبة التراب الوطني ومكتب الأنتربول في الرباط لفك لغز «قنبلة ميناء طنجة»، على اعتبار أن الشخص أو الأشخاص الذين نجحوا في صناعتها يمكنهم صناعة قنابل أخرى والتنسيق مع إرهابيين سواء داخل المغرب أو إيطاليا لتنفيذ مخططاتهم التخريبية. رضوان حفياني والمختار الرمشي