في مثل هذا اليوم من كل سنة ثامن من مارس تحتفل نساء العالم باليوم العالمي لحقوق المرأة، وقد عرفت الرباط بالمناسبة مسيرة نسائية بامتياز قادتها مناضلات التنسيق الميداني للمجازين المعطلين بالمغرب وهن يرتدين ملابس سوداء، رددن فيها شعارات تختزل معاناتهن وطالبن المسؤولين بالإسراع بتحقيق مطلبهن المشروع عبر الإدماج ضمن أسلاك الوظيفة العمومية. انطلقت المسيرة المتميزة والتي اقتصرت على العنصر النسوي من باب الأحد متوجهة صوب المجلس الوطني لحقوق الإنسان حيث نظمت هناك وقفة احتجاجية تنديدا بسياسة الآذن الصماء التي تنهجها الحكومة وما يتعرضن إليه من انتهاكات جسدية ولفظية أثناء المطالبة بحقوقهن في العيش الكريم كما جاء على لسان إحدى المتدخلات... هذا ورفعت شعارات قوية من قبل مناضلات محملات بيافطات عدة مدون عليها عبارات مثل: "المرأة من داخل التنسيق الميداني للمجازين تخلد عيدها الثالث بشوارع الرباط" "المرأة لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم" "التنسيق الميداني للمجازين تطالب ببراءة للمتابعين" "بأي حال عدت يا عيد وبنكيران ما زال عنيد" وفي تصريح لها للجريدة عبرت حفيظة بوشارب عضو مكتب التنسيق الميداني للمجازين "إذا كان 8 مارس مناسبة للاحتفال بالمرأة و الاعتراف بالخدمات الجليلة التي تقدمها للمجتمع، ووقفة للتأمل في وضعيتها الحقوقية على وجه الخصوص، فإن مناضلات التنسيق الميداني يعبرن هذا اليوم عن المعاناة المريرة، والآلام النفسية و المادية". وتساءلت سعيدة حيواش عضو مكتب التنسيق الميداني "الكل يعلم أن كل التشريعات والمواثيق الدولية جرمت هضم حق المرأة مهما كانت الاسباب وبأي شكل من الأشكال، فكيف تهضم حقوقهن من طرف مسؤولين أمنيين اختيروا لرعاية شؤونهن و السهر على راحتهن؟ وأضافت أن التهميش والحكرة والإقصاء لا يمكن أن يقبله أي كائن بشري فبالأحرى المرأة". قبة البرلمان كانت المحطة الثانية للمرأة المعطلة حيث رفعت مناضلات التنسيق الميداني المذكور شعارات بحت بها حناجرهن و رفضهن لسياسة التجاهل الممنهج الذي تكرسه الدولة في التعامل مع ملفها المطلبي والمتمثل في الإدماج بأسلاك الوظيفة العمومية، كما استنكرت الاستفزازات اللفظية والتدخلات العنيفة التي تتعرض اليها المرأة المعطلة وما زلت من طرف أجهزة الأمن... وبعد وصولهن الى الساحة المقابلة لمدخل البرلمان استمرن في ترديد شعارات تجسيدا لمعاناتهن المتمثلة في التهميش والعطالة، كما طالبن باسقاط المتابعات القضائية عن رفاقهن الذكور.