انتهت فترة التكوين بالنسبة لمعظم الشباب المستفيدين من التكوين ضمن برنامج "أوسيبي سكيلز" و الذين تحددت مدة تكوينهم في 6 اشهر( في حين هناك من استفاد من سنة تدريب)، لينتهي حلم طالما راود هؤلاء الشباب بالحصول على فرصة عمل بالمجمع الشريف للفوسفاط. يروي مجموعة من الشباب بأن خطة المجمع كانت محكمة في إسكات صوتنا و إخماد غضبنا من خلال تقديم طعم التكوين و التأهيل بشرط توقيع التزام بعدم مطالبة المسؤولين بالشغل بعد انقضاء فترة التكوين . و هذا ماحصل تحت ضغط الاحداث و الاحتقان الذي عاشته جل المدن الفوسفاطية ومنها خريبكة، اضطررنا للقبول بنصف الكعكة. لكن مالم نكن نتوقعه هو أن نبتعد عن أهالينا و مدننا و نلتحق بمراكز تكوين بعيدة قد تكون في أقصى الشمال( تطوان مثلا). إضافة إلى مستوى التكوين الذي كان ضعيفا و لا يمت بصلة لما مستوى التكوين العالي الذي قد يمنحنا فرصة ولوج سوق الشغل. و يقول جواد بأن معظم الشباب الذين التحقوا بمركز التكوين في خريبكة، اصطدموا بنقص في الأطر مما دفعهم للاحتجاج عدة مرات. ناهيك عن رفض معظم المكونين المتوفرين عن استراك الدروس التي درست قبل التحاقهم ، الامر الذي اربك الشباب و صعب مأمورية مواكبتهم للتكوين بشكل سليم. و قال محمد بأن كل تلك العوامل كانت صادمة دون إغفال تأخر المنحة المخصصة للشباب و التي تفاوتت من مستفيد إلى آخر دون مراعاة بعد الشباب عن مدنهم و أهاليهم و حاجتهم للمال من أجل الكراء و مصاريف العيش. و أضاف أحد المستفيدين بأن عاملة مسؤولي جل مراكز التكوين كانت دون المستوى، و و صلت في بعض الأحيان إلى سوء المعاملة كما هو الحال في برشيد و السب و الشتم من طرف مدراء بعض المراكز لوقف احتجاجات الشباب المطالبة بالمنح. مرت الستة أشهر و عاد الشباب من نقطة الصفر، حقا لديهم و رقة تثبت بأنهم خضعوا لتكوين إن سميناه تكوينا، لكن ضاع حلم الالتحاق بالمجمع لتضيع معهم أحلام وردية طالما نسجها هؤلاء الشباب في مخيلتهم و تقاسموها مع ذويهم. تحولت الأحلام إلى كوابيس و ازدادت الأمور سوءا من خلال الأوضاع النفسية التي أصبح عليها الكل . البعض انزوى في ركن من البيت و أغلق على نفسه شارذا في عالمه الخاص الذي يحاول التعايش معه. بينما البعض اسودت الحياة في وجه. فعلا يقول العديد من المتتبعين على أن المجمع أحكم خطته و عالج الاحتجاجات بحنكة و أخمد ثورة شباب المدن الفوسفاطية بحكمة و تبصر. جزء من الشباب خضع للتكوين و جزء نودي عليه للادماج و آخرون ينتظرون مصيرهم المجهول