صورة من العرض. 02-24-2013 01:43 ذ.محمد زروال خنيفرة : احتفال باللغة الأم وبشهداء المقاومة المسلحة. بتنسيق بين جمعية أمغار للثقافة والتنمية ونادي البوعناني للسينما والصحافة بثانوية القدس التأهيلية ببلدة تغسالين، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم والذكرى الثمانين لمعركة بوكافر ، عرض الشريط الوثائقي " بوكافر 33" مساء يوم السبت 23 فبراير 2013 بقاعة المحاضرات بمركز تأهيل وتكوين المرأة بخنيفرة. الفيلم أخرجه الشاب حماد بايدو واقترح فكرته الدكتور مصطفى قادري ، هذا الأخير حضر لتأطير العرض ومناقشته رفقة الناقد السينمائي حميد اتباتو. امتلأت القاعة بجمهور من مختلف الأعمار من تلاميذ وأساتذة وفعاليات إعلامية وجمعوية وحقوقية محلية، ورحب المسير بالحاضرين موضحا في كلمته السياق العام لتنظيم هذا النشاط ، لينطلق العرض حوالي الساعة الرابعة والنصف بعدما قرئت البطاقة التقنية للفيلم. بمجرد ما بدأ العرض تعلقت عيون المشاهدين بالشاشة مستمتعين بصور من أرشيف المركز السينمائي المغربي وبصور حديثة لبلدة ألنيف القريبة من موقع معركة بوكافر ، صور التقطت بورتريهات جميلة لشيوخ وأطفال الجنوب الشرقي ، وصور الأزقة المظلمة التي تخترقها إنارة خفيفة ،كما أثارتهم صور السفوح والأودية التي كانت سنة 1933 مسرحا لمعارك شرسة بين قبائل أيت عطا وقوات الاحتلال الفرنسي، معارك شارك فيها الكل نساء رجالا اطفالا وشيوخ بقيادة المقاوم عسو أ بسلام. مرت الدقائق بسرعة وانتهت إثنا وخمسين دقيقة مدة الفيلم ، دون أن يمل الحاضرون من الاستماع إلى شهادات من حضروا المعركة أو إفادات الباحثين في تاريخ المعركة، أو مقاطع من قصائد أمازيغية صيغت بأسلوب جميل حول معركة بوكافر. بعد نهاية الشريط أعطيت الكلمة للدكتور والناقد السينمائي حميد اتباتو في البداية وتحدث عن مداخل كثيرة يمكن أن يناقش منها الفيلم ، و أعطى في البداية لمحة موجزة عن الفيلم الوثائقي كصنف فيلمي وانتقل إلى مناقشة الجوانب التقنية في شريط " بوكافر33" والتي اعتبرها متواضعة خاصة ما يتعلق بالتأطير، وحضور أسس الفيلم الوثائقي في المونتاج وحركات الكاميرا ، كما أشار إلى الموقف الذي يمكن الخروج به بعد مشاهدة الشريط ملمحا حسب قراءته إلى نزوح الفيلم نحو بناء مصالحة مع المستعمر الفرنسي من خلال مجموعة من اللقطات، لكنه نوه بالعمل معتبرا إياه إضافة نوعية إلى ما راكتمه السينما المغربية حول تاريخ المغرب ، مشيرا إلى أن هذا المشروع بدأه الراحل أحمد البوعناني في الكثير من أفلامه مثل "الذاكرة 14" . أعطيت الكلمة للدكتور مصطفى لمناقشة الفيلم من زاويته الخاصة وتفاعل من خلالها مع بعض الإشكالات التي طرحتها مداخلة الدكتور حميد اتباتو خاصة ما يتعلق بمدى توفر فيلم بوكافر على شيء اسمه السيناريو. تحدث الأستاذ قادري مصطفى عن ظروف تصوير الفيلم وأشار إلى أنه كان في حاجة إلى كاميرا لتوثيق زيارة بعض الفرنسيين لمكان معركة بوكافر، واتصل بالمخرج حماد بايدو وتم تصوير تلك اللقطات في ظرف 24 ساعة ، انتقل فيما بعد للحديث عن أهمية الصورة والصوت في مجتمع تغلب عليه الأمية و " الشفوي" حسب قوله، كما توقف عند تهميش التاريخ الرسمي للمقاومة الأمازيغية عندما ركز على معارك قليلة، مع العلم أنه لم يمر يوم أو أسبوع أو شهر دون معارك بين المقاومين وقوات الاحتلال الفرنسي والإسباني مشيرا إلى أن مشكلتنا اليوم مرتبطة بطبيعة الاستعمار"المتعدد "الذي تعرضنا له دون الدول الأخرى في الشمال الإفريقي مثلا. تفاعلت مداخلات الحضور مع ما جاء في كلمتي الأستاذين، وتم التطرق إلى إشكالات كتابة التاريخ بالصوت والصورة وحول من يملك الحقيقة التاريخية بالفعل، كما طرح بعض المتدخلين على الأستاذ القادري أسئلة مرتبطة بسبب اختيار تصوير فيلم حول معركة بوكافر . وفي إطار تفاعل الأستاذين مع مداخلات الحاضرين أشار الناقد حميد اتباتو إلى أن الفلسفة التي يشتغل به نادي البوعناني للسينما تقترح مدخلا جديدا للفعل الثقافي من خلال اعتبار الأفلام المختارة نقط انطلاق أو أرضية لمناقشة مواضيع مختلفة دون إغفال الجوانب التقنية التي يستغلها المخرجون المتمكنون من اللغة السينمائية لبناء الكثير من المعاني دون الحاجة إلى لغة لفظية. وقبل نهاية النشاط شكر المسير كافة الحاضرين وضرب لهم الموعد في لقاء ثقافي أخر.