ضربة قاسية تلك التي تلقتها مدينة خنيفرة في فريقها شباب أطلس خنيفرة على إثر مصابه في حادثة سير مؤلمة لا يزال وقعها متداولا، أكيد الحالة الحرجة حالة الحارس الحسين زانا و نتمنى له الشفاء، فهو لم يبارح سرير عملية جراحية على مستوى الرأس بالمستشفى الجامعي بفاس وهذا في حد ذاته ألم للكرة المغربية. وقد تعرض 28 شخص لإصابات في حادث انقلاب حافلة الفريق، كسور كدمات وجروح لابد أن تتقاسم ألمه الجامعة الملكية لكرة القدم المغربية مناصفة مع مكونات الفريق الخنيفري. مجموعة من الفرق والأطر الرياضية والمشجعين والصحافة الرياضية من مختلف المدن أعربوا رسميا عن تأسفهم وتضامنهم مع الفريق ومكوناته وعائلات المصابين مقابل زيارة وفد مصغر عن الجامعة وتتبع رسمي لضبط الحدث إداريا وقانونيا. إلى جانب باقي المكونات عدد من الهيئات الحقوقية بخنيفرة آزرت الفريق لإسعافه الآني ولو بكلمة طيبة، والهاجس كيف يمكن إرجاع لاعبين مدمرين نفسيا إلى الميادين لإجراء ولو مقابلة مصيرية من أصل أربعة إرضاء لبرنامج جامعة الكرة !؟، صحيح أن الجامعة الملكية منحت شباب أطلس خنيفرة مهلة تأجيل مقابلة واحدة، و 15 يوما لا تكفي لمن تكسرت عظامه ليلعب الكرة خلال ما تبقى من زمن البطولة؟ فريق شباب أطلس خنيفرة بعد المهلة لن يبقى في ترسانته غير 8 لاعبين بأوراق صفراء وبدون حارس مرمى فكيف سيلعب البطولة بما تحمله من دلالات وطنية وإشعاع دولي؟، ركائز الفريق الأساسية والتي أبانت عن صحوة في الشطر الثاني من البطولة الاحترافية وآخر المقابلات فازت على الكوكب المراكشي و تعادلت خارج الميدان أكيد وقع الحادث وتبعاته سيكون له أثر على سير الفريق عموما، وأي مغامرة بإشراك أي لاعب عاش الواقعة المؤلمة سيلعب شاردا بنفسية مهزوزة أو ستقلب عليه المواجع والنتيجة ستكون وصمة في جبين الجامعة قبل الفريق وطاقمه التقني. إرغام فريق خنيفرة الأول على العودة للميادين في هذا الظرفية مجانب للصواب ولو أن الفريق الخنيفري بإمكانه مواصلة المنافسة الوطنية بلاعبين من الأمل وفريق الصغار وستكون القوانين الوطنية نجحت في الحكم على الفريق بمغادرة قسم الأضواء وإنزاله للقسم الموالي وهو الفريق الذي أعطى صورة تنافسية إيجابية وباعتراف كل الأطر الرياضية المغربية التي نازلت الفريق أو تابعته عن كثب. جامعة الكرة هل ستنصف شباب أطلس خنيفرة خصوصا وأنها واجهت تحديا دوليا من قبل ومقبلة على التعديل لإنجاح البطولة الاحترافية؟ ، نعم يبقى السؤال حول محنة الفريق فهل سيتخذ قرار وطني حكيم أم ستتحمل مدينة خنيفرة لوحدها مسؤولية الكارثة؟. محنة الفريق هل ستجد الآذان الصاغية والتقدير العقلاني على مستوى جامعة الكرة المغربية من مبدإ إنساني أولا ومن باب تكافؤ الفرص ثانيا، فمساندة الفريق الخنيفري والإصغاء إليه كفيل بتحسيس اللاعب المغربي بأهميته كإنسان والرفع من قيمة الرياضة المغربية خصوصا وأن المغرب جامعة وحكومة و وزارة، رفع التحدي عالميا بشعار الإنسان قبل الرياضة في دورة الكأس الأفريقية الأخيرة. أكيد الجامعة والحكومة تحملوا جميعا تبعات القرار وكان الهدف إنسانيا بامتياز وكانت صحة المغاربة والصحة العمومية قبل الكرة والانسان قبل الكرة قرار استحسنته الأوساط الرياضية والشعبية، وعليه فمواصلة البطولة واللجوء إلى تبني قرار البطولة في شكلها الاحترافي والذي هو قيد الدراسة "البطولة الاحترافية" ليصير العدد ل18 ناديا وإلغاء مبدإ الهبوط بشكل استثنائي هذا الموسم سيبقى في الظرف الحالي قرارا حكيما و جريئا بمبرر كاف لن يسمح بمواصلة البطولة بفريق يجتاز محنة وصدمة كبيرة. الحادث وتحديد مسؤولياته مطلوب ليس فقط من طرف النشطاء الحقوقيين الذين اعتبر بعضهم أن الجزء الأهم تتحمله وزارة التجهيز - و هذا موضوع وقصة أخرى - إذا ما اعتبرنا حالة الطريق الوطنية رقم 8 على مستوى خنيفرة في اتجاه مكناس وفاس وجنوبا اتجاه بني ملال أو اتجاه الرباط عبر أبي الجعد، هي كلمترات طرقية كارثية ومنذرة بمزيد من الحوادث، كما أن حجب مرحلة بني ملالخنيفرة من سباق دراجات الدورات الأخير اعتراف ضمني بأبعاد يعطي صورة على استمرار إقصاء وتهميش مدينة بنيويا واقتصاديا، كما أن الطريق الذي أنشأ أساسها المستعمر لازالت تحتفظ بمعالمها دون اكتراث أو إضافة طريق سيار أو بديل يخفف الضغط على الطريق الرئيسية رقم 8 الممتدة من الحسيمة إلى أكادير، وهي طريق على مستوى خنيفرة محكومة بسياسة ترقيعية. نعم شبكة طرقية لا يحسد عليها وفريق يسعى بإمكانياته المحدودة ومجهوداته للرفع من الشأن الترفيهي الثقافي بالمدينة، وفي هذا السياق ينبغي أن تصب التدخلات العاجلة للمسؤولين المعنين بالشأن الرياضي وطنيا والوقوف إلى جانب فريق شباب أطلس خنيفرة في محنته أولا مع الأخذ بعين الاعتبار بنية المدينة واقتصادها.