نبذة قصيرة: حوسى أمرابظ أو حوسى مغني...ألقاب مختلفة للفنان المتألق حوسى أسوسي، صاحب الحنجرة الذهبية والمعروف بصوته الشبيه جدا بصوت الفنان الكبير محمد مغني، إنه أحد بقايا الزمن الجميل، عُرف كثيرا بالشريط الذي سجله عام 1997 رفقة الفنانة الشريفة كرسيت ولقب على إثره (بحوسى الضريبة) نسبة للأغنية الشهيرة التي أداها في هذا الألبوم والموسومة ب (ddariba) وفيها تغنى بأشعار أحد كبار الشعراء بالمنطقة ويتعلّق الأمر ببوعزة نموسى. اختار حوسى مغني، كما يحلو للبعض أن يسميه، أن يحافظ على الإيقاعات الأصيلة والألحان القديمة على أن يواكب معمعة التجديد الزائف، إيمانا منه بقيمة وفضل المدارس الكبرى التي تفرّعت عن الأب الروحي حمو أليازيد إلاّ أنه لم يستسلم تماما للتكرار وللتحصيل الحاصل، بل قدّم إضافات هامة خصوصا في نَفَس الجمل اللحنية وروح الايقاعات الموسيقية... كل هذا جعله يتوارى عن الأنظار لكن دون أن يتوقف عن الابداع في الطرب الأمازيغي الأصيل ، خصوصا رفقة الأخويين الزرزوقي عبد الرحمان وعبد الله. بدأ مشواره الفني مبكرا، منذ الثمانينيات من القرن الماضي رفقة بعض أصدقائه من طينة المرحوم الكاس عبد النبي والتيجاني ومصطفى شتى والآخوين زرزوقي... وعلى يد هؤلاء ولج الفن من أبوابه الواسعة وترعرعت موهبته بين أحضان فطاحلة العزف والغناء بالأطلس المتوسط خصوصا بمريرت. ورغم أنه لا يعزف على أية آلة إلا أنه استطاع أن يشق طريقه بنجاحٍ باهر، كأحد أبرز الأصوات الأمازيغية الأصيلة. إلى جانب أغانيه الخاصة فقد أعاد سنة 2008 تسجيل مجموعة من الروائع الأمازيغية الخالدة بالخصوص أعمال محمد مغني من قبيل : «Matta lɛql ɣuri Illan» ولقيت هاته التسجيلات نجاحا باهرا،وإن نسبت لمحمد مغني نظرا للتشابه الكبير بين صوت حوسى أمرابظ وصوت القديس. كما سجّل عام 2009 بمعيّة مصطفى الصغير ومصطفى أوخابا ونعيمة كودا، شريطا غنائيا موسوما ب: Tnnid inɣac usmmid/ kksɣas itadawth aynna tlsa Allid trid akknithfar lɛar tɣdrdi awnna awa dda ur issin lxir الجلسات الإبداعية... الطب الروحاني. بعيدا عن برتوكولات الأستوديو ووصايا المنتجين، وفي حضن الجلسات الغنائية الأمازيغية، أبدع حوسى أمرابظ وأمتع، كوليّ من أولياء "اللغى"، وكأحد العارفين بخبايا الألحان والإيقاعات الأصيلة... إذ يصل به الولع حدّ الحلول في طقوس الطرب أن يتفاعل بكل جسده مع الغناء، فتصبح إيماءاته وحركاته لحنا موازيا يضيف للصوت روعةً وجمالا. كما أن صوته المسكون بالألم والمأهول بالولع، يشعر المستمع بلذّة الإنصات لتناقضات كل واحد منا، لذلك فصوت حوسى أمرابط كغيره من أساطين الأغنية الأطلسية -من أمثال محمد مغني ومحمد رويشة وحدو أوشاوش وكذا مصطفى العكري...-وفيّ لنبرة الحزن المرح التي تسكن الأغنية الأمازيغية الكلاسيكية، تلك القدرة على التغني بالتراجيديا في مأتم احتفالي بهيج، تراجيديةُ شعبٍ أتخمتهُ الأقدار بالانتكاسات والخيانات، ووهبته في مقابل ذلك جمالية الصوت ليشكي أعباء هويته المجروحة. مع صوت حوسى أمرابط، نشفى من جروحنا الرمزية ولو لوقت قصير، ننعم بطبّ روحاني يطهّر أعماقنا من الصدمات، ويمنحنا فرصة للانعتاق ولو على حساب الجسد/ معبدنا الكبير. حوسى .... الإنسان. "حوسى" إنسان متسامح، لا تفارقه الابتسامة وبعض التعابير الساخرة التي يردّدها باستمرار، لا يكنّ حقدا لأي كان ولا يحسد أحدا بل على العكس من ذلك يشجع الجميع ويدعّم كل من في حاجة إليه، لكن في مجال الفن لا يجيد المجاملات بقدر ما يعطي مواقف صريحة وواضحة دون الدخول في بعض النقاشات العقيمة التي نشبت بين بعض المهتمين خصوصا حول الراحل محمد رويشة. إلى جانب نضاله على المستوى الفني دفاعا عن الجودة والأصالة، حوسى أمرابظ كذلك مناضل في حياته، فالرجل أب لثلاثة أطفال: محسن17عام وفاطمة الزهراء 10 سنوات وسامية عامين ونصف، يشتغل عاملا منجميا ب "عوام" ضواحي بلدة مريرت، يعيل أسرته الصغيرة بكل كبرياء وهو من الذين كانوا حاضرين بمنجم عوام حينما حدثت فاجعة سقوط مصعد الشركة الذي يربط سطح الأرض بأغوار العار وذهب ضحيتها عاملين وأصيب إحدى عشر آخرين بكسور بليغة. وكما هو الحال بالنسبة لباقي الفنانين، تبقى مسألة الإنتاج العقبة الأكبر أمامهم، خصوصا رواد "الأغنية الأصيلة"، فميل المنتجين للأغنية الشبابية المسايرة لأهواء السوق، تبقى التضحيات الشخصية والجلسات الإبداعية الحميمية سلاح هؤلاء الفنانين في انتظار انفراج موسيقي يعيد الاعتبار للأغنية الكلاسيكية. من أعمال الفنان: رابط على اليوتوب http://youtu.be/Uwr57RIlYJw