أنهى قبل قليل مناصلو ومناضلات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب اعتصامهم شبه المفتوح أمام وزارة العدل والحريات ، وذلك انسجاما والبرنامج النضالي الذي تقرر في آخر مجلس وطني ترتيبي منعقد بالرباط الأحد الماضي، ليكون بذلك يوم الثلاثاء 17 يونيو شاهدا على محاكمة نضالية للسياسات العمومية القائمة بالبلد والتي تتسم بالطبقية والاستبداد تجاه عموم الجماهير الشعبية التواقة إلى الحرية والكرامة والعيش الكريم في ظل بقاء مستنقع الفساد كما هو متوغلا في التضييق وتكريس معطيات انسداد الأفق أمام الشعب مقابل انتفاع كمشة قليلة وانتهازية. المعركة التي اتخذ لها شعار" نضال مستمر ومتواصل من أجل إسقاط السياسات اللاوطنية اللاديموقراطية اللاشعبية في ميدان التشغيل"، أدانت في شعاراتها وتفاعلات مناضلي الجمعية وكلمة المكتب التنفيذي السياسات الطبقية التي تحرم الجماهير الشعبية من حقوقها الأساسية. كما أدانت القمع والحصار والزج بخيرة شباب الوطن في السجون بتهم ملفقة وجاهزة ، وطالبت أيضا بالكشف الفوري عن قبر الشهيد الحمزاوي مصطفى ومعاقبة الجناة وبتمكين الجمعية الوطنية من حقها في التنظيم في ظل المراسلات العديدة المرفوعة من قبل أجهزة الّإطار إلى "المؤسسات المعنية" وفي مقدمتها وزارة العدل والحريات والمجلس الوطني لحقوق الإنسان. وإبان الاعتصام شبه المفتوح تقاطرت إلى بوابة الوزارة أصناف من أجهزة النظام التبعي بين السرية والقمعية وطوقت محيط البوابة، في الوقت الذي كان في مناضلو الجمعية يصدحون بشعارات قوية شخصت الوضع الحاصل وكشفت عوراته المكشوفة أصلا، وعرجت على معطيات البؤس السياسي الذي يعرفه التسيير العمومي المنكب على إنهاك كاهل الشعب ليس بالزيادات والإقصاءات فحسب وإنما أيضا بالاعتقالات والقمع والتسويف والمضايقات. وبينما كانت الشعارات متعالية بلغ إلى علم كافة المناضلين أن شباب حركة 20 الستة المعتقلين من داخل مسيرة 06 أبريل النقابية قد أطلق سراحهم مؤقتا في انتظار أن يحبك النظام وأذبانه سيناريوهاته المكشوفة وخططه المتعفنة تجاه شباب زلزلوا ثقته المفقودة أصلا فقط بالسلمية والكلمة القوية الرافضة للاستبداد. وقد كشف تصريح عضو المكتب الوطني عزيز كطوف للجنة الإعلام الوطنية عن دواعي الاعتصام الذي تم تنفيذه أمام الوزارة وعن آفاق النضال المستمر من داخل الإطار العتيد الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، خاصة وأن الجمعية تعد دائما حلقة في مسارات النضال الوطني الشعبي ضدا في سياسات النظام التبعية التي عاشت أجيال سابقة وما تزال أخرى تعيش ويلاته. نفس الشيء عرجت عليه كلمة رئيس المكتب التنفيذي للجمعية الرفيق عماد كابو الذي لم يخف امتعاض هياكل الجمعية إن وطنيا أو محليا داخل فروعها من السياسات اللاشعبية اللاوطنية اللاديمقراطية التي ينتهجها النظام وأتباعه، محذرا من تبعات الاستمرار في إنهاك كاهل الشعب بسياساته المعتفنة، مؤكدا كما هو الخط النضالي للجمعية دائما على أن لا سبيل نحو تحقيق مطالب الشعب دون اتحاد واع ينخرط فيه الجميع كون ما يقع يستهدف مصير بلد بأكمله خاصة مع التراجعات الخطيرة المسجلة بعد دستور 2011 الممنوح والممل في تفاصيل تكريس السلط في يد النظام وترسيخها. معركة الاعتصام أمام وزارة العدل دامت لما يزيد عن ثلاث ساعات ابتداء من الحادية عشر صباحا قبل أن تتحول إلى مسيرة قصيرة في الشارع نحو ساحة باب الأحد حيث ضرب المعطلون موعدا جديدا يوم غد الأربعاء أمام وزارة التربية الوطنية.