قدمت قناة ألمانية اعتذاراً رسمياً عن بثها تقريراً تلفزيونياً شبهت فيه لاعبي المنتخب المغربي المشارك في كأس العالم 2022 في قطر ب"مسلحي تنظيم الدولة"، بسبب رفع إصبع السبابة، وهو ما أثار موجة انتقادات اتهمت القناة باقتراف خطأ مهني وأخلاقي. حيث قالت مذيعة قناة "فيلت" الألمانية في أثناء نشرة إخبارية، الأربعاء 14 دجنبر 2022، إن القناة تعتذر عن الإشارة إلى اللاعبين بذلك الوصف "غير اللائق"، والذي تسبب في موجة من الغضب والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أوضحت المذيعة أن القناة لم تقصد في تقريرها توجيه أي إساءة، وقالت: "نعتذر بصدق عن هذا الخطأ. ولم يكن في نيّتنا الإساءة إلى المشاعر الدينية الإسلامية". يأتي ذلك بعد أن عرضت قناة "فيلت" الألمانية تقريراً إخبارياً، الإثنين 12 دجنير الأول، تناول صورة لثلاثة لاعبين من المنتخب المغربي، وهم زكريا بوخلال وعبد الحميد صابيري وإلياس الشاعر، وقد حملوا العلم المغربي ورفعوا إصبع السبابة في غرفة تبديل الملابس. حيث وصف المذيع الألماني تلك الصورة بأنها "مثيرة للغضب والاستفزاز"، وقال: "إنّ رفع السبابة هو الإشارة ذاتها التي يرفعها متشددو تنظيم الدولة الإسلامية بعد عملياتهم"، على حد تعبيره. وتابع المذيع تأكيده أنَّ رفع السبابة إشارة منسوبة لمن وصفهم ب"الجهاديين"، قائلاً إنه من غير الواضح ما إذا كان اللاعبون المغاربة على دراية بما ترمز له في الحقيقة. صورة اللاعبين المغاربة زكريا بوخلال وعبد الحميد صابيري وإلياس الشاعر وهو يرفعون السبابة في المقابل، قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن ممارسة لاعبي المنتخب المغربي لطقوس دينية أثناء مباريات كأس العالم "قطر 2022" وفخرهم بالإسلام "يجب أن يلهمنا جميعاً". حيث ذكرت الصحيفة في تقرير مطول، الأربعاء، أن "قبيل ركلات الترجيح في دور الستة عشر بين المغرب وإسبانيا، تلا اللاعبون المغاربة سورة الفاتحة، وبعد تأمينهم العبور إلى دور ربع النهائي، ركض الفريق نحو الجمهور وقاموا بالسجود". كما أشارت إلى أن لاعبي المنتخب المغربي من خلال هذه الممارسات "لم يعلنوا للعالم فخرهم بكونهم مغاربة فقط، بل فخرهم بالإسلام أيضاً، الذي ألهم احتفالات بنشوة النصر في جميع أنحاء العالم الإسلامي". الصحيفة أوضحت أيضاً، أن "رؤية اللاعبين المغاربة على تلفزيون عالمي وهم يطبقون تعاليم الله بتكريم أمهاتهم اللواتي كن يرتدين الحجاب، لم يكن جميلاً ومؤثراً وراقياً فحسب، بل كان مهماً ومبلوراً لجوهر المنافسة الدولية".