كشفت الإحصائيات الرسمية للمصالح الامنية بمراكش عن حجم الرهان الذي تواجهه في مجال تأمين المجال السياحي ومحاربة الظواهر القانونية التي تؤثر سلبا على سمعة المدينة التي تعتبر قاطرة للسياحة بالمملكة الشريفة. فخلال المدة الفاصلة بين فاتح يوليوز من السنة المنصرمة ومنتصف الشهر الجاري،بلغ حجم التوقيفات التي تم تدشينها في صفوف قبيلة المرشدين السياحيين غير المرخصين سقف ال2165 متهما بممارسة هذا النشاط غير المشروع،وتم تقديمهم للعدالة بتهم انتحال صفة مرشد سياحي. وثيرة التصدي لهذه الشريحة من المتطفلين على السياحة والقطاع السياحي ، حاول من خلالها أهل الحل والعقد بالمجال الأمني بالمدينة ، وضع حد لسيل الشكاوى التي ما انفك يضج بها بعض التجار تنديدا بممارسات هذه الفئة، خصوصا على مستوى ساحة جامع ألفنا والأسواق التقليدية المحيطة بها، مستنكرين في ذلك كل أسباب" التخلويض والتشلهيب" التي يرمون بها جيوش السياح الأجانب، وما يسببونه من صنوف المشاكل والمنغصات. تم رفع الرهان وشعار محاربة الظاهرة والقيمون عليها ،وبالتالي إعلانها حربا ضروسا لا تبقي ولا تدر ، فتم تجنيد فرق خاصة مع استنفار العديد من العناصر والمصالح لتنظيم حملات تمشيطية واسعة النطاق، بلغت حصيلتها الرقم المذكور محددا في توقيف 2133 متهما على المستوى المحلي، و32 على المستوى الجهوي. المرشدون السياحيون غير المرخصين او" الفوكيد" بلغة موليير، ظلوا يشكلون الجرح النازف في قلب السياحة والرواج السياحي بمدينة سيدي بلعباس، بالنظر للتأثيرات السلبية التي تنتجها بعض سلوكاتهم واقترافاتهم. " الجعبة" و" التبرزيت" ، بعض غيض من فيض مفردات القاموس اللغوي المستعملة في المجال ، والتي تعكس جزءا من الممارسات السلبية التي يحتكم اليها " الفوكيد" في مهنته ونشاطه. فالبائع او التاجر مجبر على تخصيص أتاوة يضعها رهن جيوب المرشد غير المرخص، حال نجاحه في تسويق اي منتوج وبيعه للسائح وطبعا تكون الحصة المذكورة المصطلح على تسميتها ب" الجعبة" عبر الرفع من ثمن القطعة او المنتوج، مع ما يستتبع الامر من رشق العملية التجارية بعوادي الغلاء وارتفاع الأسعار. رفض اداء واجب " الجعبة" يصنف التاجر في خانة المغضوب عليهم، وتحريف قوافل السياح عن محلاتهم وتجارتهم وتوجيهها نحو بعض المتورطين من التجار وأصحاب البزار، مع ما يستتبع الامر من صنوف الكساد التجاري وبوار تجارة المغضوب عليهم. في ظل هذه الأجواء التي تنعدم فيها شروط المنافسة الشريفة، وتفتح الباب على مصراعيه امام احتكار السوق من طرف فئة معينة من التجار، تبرز حقيقة استغلال السياح الاجانب ورشقهم بسهام الغش والاستغلال، لتكون الخلاصة الإساءة للبلاد والعباد. جملة من الممارسات اللاقانونية المسجلة في صحيفة مهنة " الفو كيد" ، غالبا ما أتارت موجة من الاحتجاجات والاشكالات ، إن على مستوى المرشدون المرخصون، او على مستوى أرباب المحلات التجارية والبازارات ما جعل المجهودات الامنية المبذولة في هذا الصدد تستقبل بالكثير من آيات الحمد والترحاب، مع ارتفاع الأصوات مطالبة باستمراريتها لحين تجفيف كل منابع الارتزاق التي ترخي بسدولها على القطاع السياحي بالمدينة.