قال المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن أمر تحويل المعرض الدولي للكتاب إلى معرض متنقل عبر الجهات أمر لا يستقيم من الناحية التنظيمية واللوجستيكية، وغير معمول به في أي معرض من معارض العالم. وجاء حسم الجدل الذي رافق تنظيم دورة هذه السنة في الرباط عوضا عن الدارالبيضاء. وأشار الوزير بنسعيد، في معرض رده عن سؤال كتابي وجهته له النابة البرلمانية عن حزب "الجرار"، حنان أرتكي، إن لكل بلد معرضه الدولي للكتاب والذي ينظم عادة بمدينة واحدة تكون هي عاصمته السياسية أو الاقتصادية، ولا يتم تنقيله بين المدن مع كل دورة جديدة. وأشار بنسعيد إلى أن الطابع الدولي للمعرض الدولي للنشر والكتاب يفرض عليه أن يكون قريبا من المنافذ الدولية من ميناء دولي ومطار دولي، والتي تسمح بتوريد بضاعة المشاركين الأجانب الذين يمثلون أكثر من ثلثي مجموع العارضين فيه. ويتطلب تنظيم معرض دولي توفر عرض فندقي قادر على تغطية الطلب المرتفع بالنظر إلى عدد المشاركين والمدعوين والضيوف الأجانب. ومن بين شروط نجاخ أي معرض، يقول الوزير بنسعيد، هو عدد الزيارات التي يستقبلها وتتحقق بها نسبة مبيعات العارضين، مما يعزز جاذبيته الدولية، ولا يعرضه لمشكلة ضعف الإقبال الجماهيري. وكانت البرلمانية أتركين قد تحدثت، في سؤالها الكتابي، عن السجال حول فضاء تنظيم المعرض الدولي للكتاب بعد توقف اضطراري بسبب الجائحة، حيث اعتبرت الدارالبيضاء هذا المعرض مرتبطا بها. وقررت وزارة الثقافة تنظيم النسخة الحالية في مدينة الرباط. وتساءلت حول إمكانية تنزيل تصور جديد ينقل المعرض إلى مراكز الجهات الإثني عشر، وفق تعاقد بين الوزارة والمجالس الجهوية، لما في ذلك من تقريب لهذا الحدث بالتناوب لكل جهات الممكلة، وتحقيق نوع من "العدالة الثقافية" المتطلبة في "العدالة المجالية"، والانخراط في إنجاح "الجهوية الموسعة" عبر مشاريع للشراكة ما بين المركز والجهات. وبررت وزارة الثقافة قرار تحويل النسخة الحالية إلى الرباط بكون الفضاء الذي يحتضن المعرض في الدارالبيضاء لا يزال مخصصا للمستشفى الميداني الخاص بمواجهة جائحة كورونا. وذهبت الوزارة إلى أنها لا تريد الوقوع في سنة بيضاء للمعرض، وهو ما دفعها إلى هذا الحل الاستثنائي في انتظار انجلاء الجائحة، حيث سيعود المعرض في دوراته القادمة إلى مدينة الدارالبيضاء.