تجاوز العالم، الذي يواجه منذ دجنبر الماضي وباء كوفيد- 19، عتبتين رمزيتين الأحد، أكثر من نصف مليون حالة وفاة وعشرة ملايين إصابة بالفيروس الذي يستمر بحصد الأرواح في الولاياتالمتحدة ويبدو أنه يظهر من جديد في الصين. وسيحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في لقاء مرتقب مساء الاثنين، المضي قدماً في مشروع خطة الإنعاش الاقتصادية البالغة قيمتها 500 مليار يورو والممولة عبر ديون أوروبية مشتركة. ووفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الاثنين عند الساعة 11,00 ت غ، تم تسجيل 501,847 وفاة و 10,161,240 إصابة بالفيروس في العالم. وبهذه الحصيلة تكون أعداد ضحايا الجائحة قد تضاعفت في غضون أقلّ من شهرين (كانت حصيلة الوفيات 250 ألفاً في 5 أماي)، في حين سجّلت الأيام العشرة الأخيرة لوحدها وفاة أكثر من 50 ألف شخص. وسجّلت أوروبا، القارّة الأكثر تضرراً من الوباء، 196,273 وفاة (من أصل 2,652,674 إصابة)، تليها منطقة كنداوالولاياتالمتحدة (134,371 وفاة من أصل 2,652,279 إصابة) ثم منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي (112,162 وفاة من أصل 2,486,089 إصابة) فآسيا (33,594 وفيات من أصل 1,243,058 إصابة) فالشرق الأوسط (15668 وفيات من أصل 733753 إصابة) ثم إفريقيا (9646 وفيات من أصل 384,144 إصابة) ثم أوقيانيا (133 وفاة من أصل 9244 إصابة). – أكثر من 2,5 مليون إصابة في الولاياتالمتحدة – تبقى الولايات المتّحدة، وبفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرّراً من جائحة كوفيد-19، سواء على صعيد الوفيات (125,803) أو الإصابات (2,549,069). ورغم انخفاض عدد الوفيات اليومية بشكل طفيف في يونيو عن الشهر السابق، إلا أن عدد الإصابات تزايد في 30 من أصل 50 ولاية أميركية، وبخاصة في أكبر الولايات وأكثرها كثافة سكانية في جنوب وغرب البلاد، مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا. ولجأت بعض الولايات إلى تعليق رفع الإغلاق. والأحد أمر حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم بإغلاق الحانات في لوس أنجليس وست مقاطعات أخرى في هذه الولاية الواقعة في جنوب غرب الولاياتالمتحدة والتي تسجّل ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين بالوباء. ويشمل الإجراء نحو 13,5 مليون نسمة. وتتزايد الأصوات، وبينها شخصيات جمهورية، كي يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كمامة ليكون مثالا يحتذى به. لم يظهر الرئيس الجمهوري قطّ وهو يضع كمامة منذ بداية الوباء. – فرض الحجر على مدينة في انكلترا ؟ – لكن العودة إلى الوضع الطبيعي في العديد من البلدان ينبغي ألا تحجب حقيقة أن وتيرة الوباء لا تزال تتسارع في جميع أنحاء العالم. أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل الأحد أنه يحتمل أن تفرض قيود جديدة على مدينة ليستر (وسط)، التي تعدّ نحو 342 ألف نسمة، بسبب تزايد انتشار الوباء. وفي محاولة لتخفيف وطأة الصدمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي الوباء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين أنه يريد أن يستوحي من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت الذي طبق "الاتفاق الجديد" في الثلاثينات، وذلك لتحريك اقتصاد بريطانيا. وقال جونسون لإذاعة "تايمز راديو"، "أعتقد أن الأوان قد حان لتطبيق +مقاربة روزفلت+ في بريطانيا" في إشارة إلى سياسة النهوض من خلال الطلب وتدخل الدولة بعد الكساد الكبير في الثلاثينات. وأضاف "ما سنفعله خلال الأشهر المقبلة هو مضاعفة برنامجنا الأصلي الذي كان يركز على الاستثمارات لصالح البنى التحتية والتعليم والتكنولوجيا لتوحيد البلاد". وأدت اجراءات العزل المشدد طوال شهر ابريل إلى انهيار إجمالي الناتج الداخلي البريطاني بنسبة 20,4% وهو رقم قياسي، ويمكن أن يبلغ معدل البطالة مستويات لم تسجل منذ الثمانينيات ليتجاوز عتبة ال3,3 ملايين التي سجلت في عام 1984 كما أوردت صحيفة "ذي اوبرزفر" الأحد نقلا عن تحليل لمكتبة مجلس العموم. في إيرلندا، سُمح للحانات البالغ عددها سبعة آلاف بإعادة فتح أبوابها الاثنين بعد إغلاق استمرّ 15 أسبوعاً، مع فرض تدابير التباعد الاجتماعي. وعلى الأشخاص البقاء جالسين وبامكانهم البقاء في المكان لمدة أقصاها ساعة وثلاثة أرباع الساعة. – "خطير ومعقد" – اعتقدت الصين، مهد الوباء الذي ظهر في ووهان (وسط) في دجنبر، أنها نجحت في احتواءه، لكن الفيروس عاد للظهور في منتصف يونيو في بكين، ما دفع السلطات إلى إغلاق المدارس ودعت سكان العاصمة إلى البقاء فيها وعزلت آلاف الأشخاص في المناطق السكنية المعرضة لتفشي الفيروس. وأعلنت السلطات المحلية الأحد عزل كانتون أنجين الواقع على بعد 60 كلم جنوببكين في محافظة هوباي (شمال). وسجلت فيه 11 إصابة مرتبطة بعودة تفشي الوباء في بكين. – "أضع كمامة" – في المقابل، تواصل كوريا الجنوبية عودتها إلى الحياة الطبيعية، حيث تمكنت الدولة من السيطرة على الوضع عبر اعتماد استراتيجية فحوصات مكثفة وتتبع المخالطين للأشخاص المصابين حتى بدون فرض إجراءات عزل إلزامية. ونتيجة لذلك، سيتمكن الجمهور من حضور المباريات الرياضية من جديد، حسبما ذكرت السلطات الأحد. لكن الوضع متباين في أماكن أخرى من العالم. وأعلنت إيران الأحد أن وضع الكمامات سيكون إلزاميا في أماكن معيّنة وسمحت للمحافظات الأكثر تأثّرا بتفشي كورونا المستجد بإعادة فرض القيود، في ظل ازدياد عدد الوفيات بالفيروس في البلد الأكثر تأثّرا به في الشرق الأوسط. وكشفت السلطات الصحية الإيرانية الاثنين عن تسجيل 162 وفاة جديدة بكورونا المستجد، وهي أعلى حصيلة يومية للوفيات منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19 في البلاد في فبراير. ورفعت سريلانكا، التي سجل فيها وفاة 11 شخصا فقط بالفيروس، الأحد تدابير العزل التي أعيد فرضها في أواخر ماي خوفًا من موجة جديدة للوباء. وفي أميركا اللاتينية، أحصت البرازيل، أكثر الدول تضررا، الاثنين 57,622 وفاة من أصل 1,344,143 إصابة، وفقا للسلطات.