نظمت البعثة الدائمة للمغرب أمس الأربعاء بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، لقاء رفيع المستوى حول موضوع "شجر الأركان، مصدر للتنمية المستدامة". وشارك في هذا اللقاء الذي ترأسه السفير ، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال ، نخبة من الخبراء والمسؤولين رفيعي المستوى من بينهم كارلا موكافي ، مديرة مكتب الاتصال في منظمة (الفاو) في نيويورك ، وماري بول روديل ، مديرة مكتب الاتصال التابع لليونسكو، وفيرنر أوبرماير مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في نيويورك، وحميد رشيد، رئيس قسم البحث والتطوير في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب بابيتا بشت ، نائبة مدير الصندوق الأخضر للمناخ ، ولطيفة اليعقوبي مديرة تنمية مناطق الأركان بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان. ويأتي هذا اللقاء بعد مضي أسبوع على إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس للاستراتيجية الفلاحية الجديدة لتطوير القطاع الفلاحي "الجيل الأخضر 2020-2030″، والاستراتيجية المرتبطة بتطوير قطاع المياه والغابات "غابات المغرب" التي تتضمن مشروعا رئيسيا لغرس 1000 هكتار من أشجار الأركان على مدى ست سنوات بكلفة إجمالية قدرها 49.2 مليون دولار ، ممولة من قبل المملكة المغربية والصندوق الأخضر للمناخ. وخلال هذا اللقاء، أبرز السفير عمر هلال، تفرد شجرة الأركان، التي صنفتها منظمة اليونسكو سنة 2014 ضمن التراث الثقافي الإنساني غير المادي، كما أدرجتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) سنة 2018 ضمن التراث الزراعي العالمي. وشكل هذا اللقاء فرصة لتسليط الضوء على مساهمة قطاع الأركان في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ليس فقط على المستوى الوطني، بل على الصعيد الدولي أيضا. وأشار العديد من المتدخلين وكذا المشاركين إلى أن قطاع الأركان بالمغرب لطالما كان مصدرا حقيقيا للتنمية المستدامة، بفضل دوره الرئيسي في التمكين الاقتصادي لعدد كبير من النساء المغربيات، لاسيما في المناطق القروية. وتميز هذا اللقاء بإعلان مبادرة المغرب لتقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان يوم عالمي للأركان، حيث سيتيح هذا القرار للمنتظم الدولي فهما أفضل للأبعاد الرئيسية المختلفة لشجرة الأركان: الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والغذائية والطبية والإيكولوجية. وعرف اللقاء مشاركة واسعة لسفراء، غالبية الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وممثلي الأمانة العامة للأمم المتحدة، وكذا العديد من الفاعلين من المجتمع المدني، الذين هنأوا المغرب على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على شجرة الأركان الفريدة من نوعها.