أوقت المصالح الأمنية بمراكش، في الساعات الأولى من صباح يوم أول أمس (الأحد)، 37 شخصا، في عملية مداهمة للملهى الليلي "ليالي الأنس" بحي جليز، ضمنهم مسير الملهى والعاملون به وزبائن وزبونات، ليتم اقتيادهم إلى مقر الشرطة القضائية في انتظار إحالتهم على النيابة العامة المختصة. وجاءت عملية المداهمة، إثر مرور مسؤول أمني جهوي بمحاذاة الملهى في حدود الساعة السادسة صباحا، حيث كان يقوم برياضة المشي، وإذا به يلمح "فيدورات" الملهى وهم يوجهون ضربات وركلات لأحد الزبائن، الذي تناول كميات من الخمور ولم يدفع ثمن المشروب. هذا، وقد تدخل المسؤول الأمني ، الذي كان يرتدي زيا رياضيا، للاستفسار عن أسباب الاعتداء على الزبون، قبل أن يتدخل أحد "الفيدورات" ويوجه له سيلا من الشتائم، ولما قدم نفسه بصفته مسؤولا أمنيا، واصل "الفيدور" المذكور شتائمه، قبل أن يعفنه "فيدور" آخر، ما جعله يربط الاتصال بولاية أمن مراكش. وإلى ذلك، وبعد لحظات، تم تطويق الملهى الليلي من طرف مختلف المصالح الأمنية وفي مقدمتها عناصر الشرطة القضائية ورئيسها محسن مكوار، ومصالح الاستعلامات العامة وعناصر من فرقة الدراجين والدائرة الأمنية الأولى، لتتم عملية المداهمة وإيقاف 37 شخصا، ضمنهم عاملون وزبائن بالملهى الليلي ومسيره. وعلمت "الأخبار" من مصادر مطلعة أن مصالح ولاية جهة مراكشآسفي، قررت إغلاق الملهى الليلي مؤقتا في أفق اتخاذ قرار نهائي والمتمثل في الإغلاق المحدد أو النهائي. وكان " عبد الفتاح البجيوي"، والي جهة مراكشآسفي، المعين حديثا، قد اجتمع يوم ألأربعاء الماضي، مع جمعية أرباب المطاعم والملاهي الليلية، حيث تم التداول فيما وصفه مسؤولو الجمعية ب"المشاكل" التي يعاني منها القطاع، قبل أن يتقرر إضافة ساعات لأوقات الإغلاق، وهو الأمر الذي جعل بعض أرباب الملاهي يصفقون لهذا القرار، ويعتبرون أن الوالي الجديد أنصفهم عبر:" تصحيح أخطاء سلفه"، كما أنه بهذا القرار إنما:" يساهم في الدفع بعجلة القطاع السياحي بالمدينة"، كما ورد على لسان أحد مسؤولي الجمعية السالف ذكرها. وإلى ذلك، فقد اعتبر بعض الفاعلين السياحيين، في تصريحاتهم للجريدة،أن قرار إضافة ساعات لأوقات الإغلاق بالنسبة لعدد من الملاهي الليلية، كان ورائه بعض اللوبيات من عوالم الليل:" الذين يتحكمون في رقاب بعض المسؤولين، وهم من دفع الوالي إلى الموافقة على تمديد أوقات الإغلاق، بعدما أكدوا له أن من شأن هذا القرار أن يساهم في تنمية السياحة بالمدينة"، يقول أحد الفاعلين السياحيين في تصريحه للجريدة، وهو الموضوع الذي سنعود إليه بالتفصيل في عدد يوم الغد. هذا، وبالرغم من الساعات المضافة لأوقات الإغلاق، فإن العديد من أرباب المطاعم والحانات والملاهي الليلية، لازالوا يواصلون العمل حتى الساعة السادسة والسابعة صباحا، كما حدث يوم أول أمس (الأحد)، عند مداهمة المصالح الأمنية للملهى السالف ذكره في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا.