"توقفوا عن تحويل با عز الدين إلى إكشوان جديد"، هكذا طالب العديد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من أجْل وقف تحويل المواطن المراكشي الفقير "عز الدين" إلى نجم صاعد عبر تصويره في مقاطع فيديو وبثها على الشبكات الاجتماعية وبعض المواقع الإلكترونية التي باتت تتّخذ من هذه القضية مادَّتها الأساسية، جرْيا وراء رفع نسبة مشاهدات قنواتها على موقع "يوتيوب". ودعت صفحة "ماتبارطاجيش" المغاربة ألا يستغنوا عن هذا الرجل، مُوجهة طلبا لوسائل الإعلام، بأن يدعوه وشأنه، "لأن كثرة الخرجات الإعلامية ستجعل منه "إكشوان" جديد، وسينبذه الناس.." مشيرة في نفس الوقت إلى رصد مجموعة من الممارسات غير القانونية والتي يهدف البعض من ورائها إلى استغلال هذا الشخص لأجل النصب على المتعاطفين معه. وحذرت الصفحة ذاتها، من تسليم الأموال للوسطاء الذين يركبون على مأساة "عز الدين" مؤكدة على أن الأخير لا يتوفر على أي حساب بنكي خاص به، خلاف ما روج له البعض من الوسطاء المعروفين بفيديوهاتهم التي يستميلون بها الناس بالخطاب الديني والعاطفي البكائي. وكشف عدد من النشطاء الفيسبوكيين عن انتشار حسابات على الفيسبوك باسم الشخص الذي يقال أنه صور ذلك الفيديو، مؤكدين أن تلك الحسابات كلها مزورة، وكلها أنشأها مراهقون وصغار العقول بالأمس، وقام أحدهم بتغيير اسم حسابه الشخصي الذي أنشأه قديما، فاعتقد البعض أنه حساب حقيقي. ويبدو أنَّ الأشخاص الذين خلقوا "البوز" في الآونة الأخيرة بمدينة مراكش أصبحوا يستغلون إقبال فئة من الجمهور على مشاهدة مقاطع فيديو "عز الدين" لا لشيء سوى من أجل كسْب المال، حيث ومنذ الوهلة الأولى التي تفجرت فيها قضية ضحية "الحكرة" بمراكش، أصبح الكثيرون من الانتهازيين والاستغلاليين يتسابقون لالتقاط الصور وتوثيق "عملهم الخيري" في فيديوهات تجاوز هدفها مسألة العمل الخيري إلى "صناعة التفاهة"، يقول نشطاء الفيسبوك. وحمّل نشطاء فيسبوكيون مسؤولية الانزلاق إلى "تشجيع التفاهة" الإعلاميين الذين يجب عليهم أن ينهضوا بدورهم في توعية الرأي العام والرقي بالمجتمع، بدل استغلال سذاجة بعض الأشخاص واستغباء الجمهور.