عززت مجموعة "أونا" المغربية الخاصة وجودها في الأسواق المالية والمصرفية، بعدما استحوذت، عبر ذراعها الصناعية، المعروفة باسم "الشركة الوطنية للاستثمار"، على حصص في "التجاري وفا بنك"، وهو أكبر مصرف خاص في المغرب تابع للمجموعة وله خمسة ملايين زبون، كانت تملكها مصارف إسبانية مثل "كاخا مدريد" و "سنتاندير". وكانت "أونا" انسحبت نهائيا من بورصة الدارالبيضاء نهاية الصيف الماضي، بعدما كانت تمثل نسبة 18 في المائة من مجموع القيمة السوقية للبورصة المقدرة بنحو 66 ملايير دولار، من خلال مساهماتها المختلفة في عشرات الشركات المدرجة وفي قطاعات كثيرة صناعية وتجارية وفي مجال الاتصالات والسيارات والمواد الغذائية والمعادن والعقارات والسياحة والتوزيع والمشروبات. وباعت المجموعة جزءا من حصصها في السوق المالية المغربية أخيراً، للتفرغ لتنفيذ خطة توسع جديدة خارج البورصة عبر شراء حصص في شركات قائمة أو إنشاء شركات جديدة في قطاعات ومهن مختلفة، والانتقال من وضعية "المراقبة المباشرة" للشركات، إلى المساهمة التجارية والإستراتيجية من دون تدخل في التدبير. وتسعى "أونا" على المدى القريب إلى التخلي عن مراقبة عدد من الشركات الكبرى المدرجة مثل "كوسيمار" لإنتاج السكر، و "لوسيور" للزيوت الغذائية، و "مركز الحليب" و "سنترال ليتيير" وغيرها من شركات الغذاء الرئيسة التي أدت أدواراً استراتيجية خلال 30 سنة في مجال تحقيق الاكتفاء الذاتي للمغرب من السلع الأساسية التي تدعمها الدولة للحفاظ على الأسعار في متناول الفئات الضعيفة والمتوسطة. وقررت المجموعة أيضاً الاندماج مع "الشركة الوطنية للاستثمار" (إس إن إي) والتحول إلى مجموعة اقتصادية قابضة مشتركة، تتوزع نشاطاتها على مجموعة من المهن الجديدة وأبرزها الاتصالات من خلال شركة "وانا"، المشغل الثالث للخليوي التي تملك أكثر من مليون خط. وكانت "أونا" حققت أرباحا العام الماضي بلغت نحو ثلاثة بلايين درهم (371 مليون دولار) بزيادة 160 في المائة، وبلغت إيراداتها 37.33 مليار درهم (4.6 مليار دولار) ما جعلها في المرتبة الأولى في مجموع شمال أفريقيا للشركات الخاصة. وقُدِّرت القيمة التشغيلية بنحو 4.4 مليار درهم (550 مليون دولار) عام 2009 الذي وُزعت خلاله أرباح بواقع 35 درهما (4.3 دولار) عن كل سهم. وأفادت المجموعة التي يعمل لديها 32 ألف شخص، بأنها نفذت عام 2010 خططا ساهمت في تحسين أداء مجموعة من فروعها الخارجية مثل "ابتورغ" العاملة بين أفريقيا وفرنسا، وتطوير قطاع التجارة عبر المحلات الممتازة "مرجان" و "أسيما"، والإفادة من ارتفاع أسعار المواد الأولية في السوق الدولية، والتوسع في أفريقيا وبقية دول المغرب العربي عبر مصرفها "التجاري وفا بنك"، وتنمية علاقة الشراكة الاستثمارية مع مستثمرين عرب في قطاعات العقارات والسياحة، وإطلاق خدمات اتصالات جديدة عبر شركة "إينوي".