أدانت محكمة جزائرية، اليوم الثلاثاء، ناشطاً على "فيسبوك" ب3 سنوات سجناً نافذاً، بسبب كتابات اُعتبرت "مسيئة" للإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حسبما أعلنت منظمة حقوقية محلية. وقال بيان للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية) اطلعت عليه الأناضول "أصدرت محكمة الاستئناف بمدينة سطيف (300 كلم شرق العاصمة الجزائر) حكماً بالسجن النافذ لثلاث سنوات بحق المواطن الجزائري سليمان بوحفص الذي يدين بالمسيحية". وأضاف "سجن هذا الناشط يتناقض مع حرية المعتقد التي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة الجزائرية". ويُعتبر قرار محكمة الاستئناف تخفيفاً لحكم أصدرته المحكمة الإبتدائية بنفس المحافظة التي ينحدر منها يوم 9 غشت الماضي بخمس سنوات سجناً وغرامة قدرها ألف دولار أمريكي بحق هذا الناشط، غير أن دفاعه طعن في الحكم أمام الاستئناف. ويمكن لدفاع "بوحفص" استئناف الحكم أمام المحكمة العليا. وكان بوحفص (49 عاما) قد اُعتقل في 31 يوليوز الماضي، بعد نشره موضوعًا اعتبر مسيئا للرسول صلى الله عليه وسلم، وحوله النائب العام مباشرة إلى المحاكمة بعد توجيه تهم الإساءة للإسلام ضده. ويكفل الدستور الجزائري الذي جرى تعديله في فبراير 2016 حرية الديانة، لكنه جعل الإسلام ديانة الدولة، كما أن السلطات عادة ما تتدخل لمركتبي إساءات ضد الدين مثل الإفطار العلني في شهر رمضان، أو نشر المسيحية خارج المؤسسات الدينية . ويعاقب قانون العقوبات الجزائري في مادته 144، بالحبس من ثلاث إلى خمس سنوات وبغرامة من 50 إلى 100 ألف دينار (من 500 و1000 دولار أمريكي) كل من أساء إلى النبي محمد أو بقية الأنبياء، أو استهزأ بالمعلوم من الدين بالضرورة، أو بأية شعيرة من شعائر الإسلام سواء عن طريق الكتابة أو الرسم أو التصريح أو أية وسيلة أخرى. وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية في بيان لها نهاية غشت بالإفراج فوراً ومن دون شروط عن الناشط "سليمان بوحفص". وأكدت المنظمة أنه "تم استخدام إجراءات ملتبسة ينص عليها قانون العقوبات وأمر يحدد شروط وقواعد ممارسة الشعائر غير الإسلامية لاضطهاد أشخاص على الممارسة السلمية لحقهم في حرية التعبير والديانة والمعتقد". وفي المقابل كان الناشط والكاتب العلماني المتطرف أحمد عصيد، قد اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإرهاب، ومع ذلك لم تتم أي مساءلة أو متابعة له، بل تمت مساءلة بعض من انتقدوه، كما أن مجموعة من تصريحاته تستهدف الدين الإسلامي، وتتهم المسلمين بأنهم مجرد غزاة كان همهم هو جمع الغنائم والجواري، وأن الإسلام لم يأت للأمازيغ بل هو خاص بالعرب.