هوية بريس – الإثنين 09 ماي 2016 بداية أقول لعصيد الذي يزعم للناس أنه مجدد ومصلح وأن مكان الدين المسجد فقط، هو في الحقيقة يفسد في العقائد والتصور والأخلاق في الأرض ولا يصلح: أن أمر الحكم والتحاكم إلى شرع الله هو من أجلّ العبادات، فمن العجب أن نفرد الله بالعبادة بالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الشعائر التعبدية، وننحيه ونعرض عن سلطانه في باقي مناحي الحياة، وهذا هو الشرك الذي جاءت الرسل عليهم الصلاة والسلام لتصحيحه وتقويم الناس عليه، حتى يكون الله هو المعبود سواء في الصلاة والزكاة أو في التلقي والحكم. فالعلمانية التي يتبنى عصيد أفكارها تقليدا يظهر منها الحب، والوئام لأفراد الأمة والدفاع عن قضاياهم، تظهر أحيانا خفايا تضمرها تنبئ عن حقد، وشنآن للدين الإسلامي، وتعاليمه، وتتنكر للحدود الشرعية، وللعبادات، والمعاملات الدينية، وتجعل جل هدفها المصالح الذاتية العاجلة، والشهوات النفسية، وترى فصل الدين عن الدولة، وترمي المتمسكين به بالتخلف، والجمود، والتأخر، والانهزامية، والظلامية، ولاشك أن هذه الطائفة تمارس نفاقا اجتماعيا أشد من المنافقين الأولين، بل ومن كل الطوائف المنحرفة، لأن أشد ما يُمارس اليوم على الدعوة الإسلامية الحقة، هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول "لا إله إلا الله" ومدلول الإسلام في جانب، ولمدلول الشرك، وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر، كما نعاني اليوم من الخلط العجيب الذي أدى إلى عدم استبانة سبيل المصلحين، وطريق العلمانيين، واختلاط الشعارات والعناوين والتباس الأسماء واللافتات والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق! ويعرف عصيد العلماني المقلد هذه الثغرة كما لقنوه، فيعكف عليها توسيعا وتمييعا وتلبيسا وتغليطا وتخليطا، حتى يصبح الجهر بكلمة الحق تهمة يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام!.. وفي المقابل لا يخفي عصيد وأشكاله اتهام أهل العلم بالتكفير له تارة لكسب العواطف والوهابية والإسلام المستورد من المشرق تارة لجاجات في نفسه!!!،حتى يصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعلمانية عصيد واصطلاحاته وادعاءاته الموروثة عن أسياده وأذواقهم!!، لا إلى قول الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويصف عصيد المقلد كل من ألزمه الحجة بما فيها الحجج العقلية التي يتبجح بها، بالتطرف والتزمت والتعصب والإرهاب والوهابي والإسلام المشرقي وأنهم مصابون بداء التكفير دونما بينة أو دليل!! لقد آن لنا أن نبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل العلمانيين.. وهو أحد التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية في هذا العصر، كما يجب إسقاط اللافتات الزائفة وكشف المقولات الغامضة وفضح الشعارات الملبسة التي يتخفى خلفها العلمانيون المتكسبون الذين يبثون سمومهم في عقول وقلوب أبناء هذه الأمة، نعم وأكررها كما يقال: "الشيء إذا تكرر تقرر"، إنها أخطر مراحل هذا الصراع مرحلة تعرية هذه القوى العلمانية القبيحة وفضحها أمام جميع المسلمين ليستبين لكل مسلم سبيل هؤلاء الذين يحاولون خداعهم، لأن الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بهذا التميع الذي يظنه أو يصوره المخدوعون! ومن تلك الشعارات التي يلهون الناس بها: "المدرسة العقلانية"، و"الإسلام المستنير"، وشعار "حكم الشعب بالشعب"، وتحت شعار "الكرامة"، وشعار "العدالة الاجتماعية، وشعار "الحرية الشخصية"، وتحت شعار: "الأمة مصدر السلطات" تصادر جميع السلطات إلا سلطة البطش والتنكيل بالمسلمين في العالم دون غيرهم، وتحت شعار "الاستنارة" يخرجون الناس من نور الإسلام إلى ظلمات الجاهلية، وتحت شعار "حرية الثقافة والفكر" تمارس جميع أنواع الفنون الساقطة، وهذه الشعارات الخداعة، أثمرت بيننا حاصلين على الشهادات العليا من جامعاتنا وجامعات العالم يتساءلون في استنكار: ما دخل الإسلام في تصرفاتنا الشخصية؟ وما علاقة الإسلام بالعري في الهواء الطلق والأماكن العامة وعلى الشواطئ؟؟؟ وما شأن الإسلام في لباس المرأة وزينتها؟؟؟ وما للإسلام وتصريف الطاقة الجنسية بكل وسيلة أو سبيل؟؟؟ وما دخل الإسلام في جسد المرأة فهي حرة فيه تتصرف فيه كما تشاء فهو ملكها لا يصادر منها؟؟؟؟ وما للإسلام وارتشاف كؤوس من الخمر في رمضان وغيره لإصلاح المزاج؟؟؟ وما للإسلام وتعامل الناس بالربا في البنوك والنظم الاقتصادية؟؟؟ وما للإسلام والجهر بالإفطار في نهار رمضان؟؟؟ وما للإسلام وفتح المطاعم في وجوه زبائنه في رمضان وتقديم الوجبات والجعات؟؟؟ و ما للإسلام وهذا الذي يفعله "العلمانيون!!"؟؟؟ الذين يلهثون خلف شعارتهم الملتوية ويرددون بأن "الدين لله والوطن للجميع".. ولا عجب في ذلك، فهم أحفاد طلائع مدرسة "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"..!! فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين لنبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام: "أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا"؟! فلنحذر أن يذهب بنا الترفع كثيرا على أهل مدين في تلك الجاهلية الأولى، ونحن نعيش اليوم جاهلية أشد جهالة من الجاهلية الأولى، مع أنها جاهلية تدعي العلم والاستنارة والمعرفة والحضارة وتتهم الذين يربطون بين العقيدة في الله والسلوك الشخصي في الحياة والمعاملات المادية في السوق والسياسة والحكم بالرجعية والتعصب والجمود!! وبعد أن استهلكت هذه الألفاظ أضافت الجاهلية العلمانية اليوم وصفهم بالتطرف!! ثم ألصقت بهم أخيراً صفتي الإرهاب والتكفير والإسلام المستورد!! أليس هذا بعينه ما يردده عصيد؟