إخواني الكرام الأعزاء الأئمة أنتم على ثغر من ثغور الدين، وتسدون بابًا عظيمًا جداً بإمامتكم وتعليمكم وتوجيهكم وإرشادكم للصغار والكبار من الرجال والنساء... فاصبروا وأخلصوا واحتسبوا الاجر عند الله فهو عظيم كبير.. نصيحتي أن تحرصوا غاية الحرص وتبذلوا قصارى جهدكم في قراءة كتاب الله تعالى في المحاريب -داخل الصلاة- كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، دون زيادة أو نقصان لحرف أو كلمة أو جملة أو أكثر، ومن دون خلْط آيةٍ في موضع بآية أخرى أو نحو ذلكم... فإن وقع نسيان وسهو لحرف أو كلمة فأكثر ولم يظهرْ بعد معاودة وتكرير -ولا بدّ أن يقع- فجاهدوا أنفسكم أن تسكتوا وتقفوا هنيهةً؛ لتدعوا الفرصةَ لمن يذكّركم ويصوّب لكم، وإن تكرّر ذلك مرات في الركعة الواحدة!... واعلموا ان هذا لا ينقص من قدركم ولا يحط من منزلتكم عند أهل المعرفة والإنصاف، بل يعلو مقامكم بذلك عندهم ، ولا يضرّكم قولُ العوامّ الأميين فيكم، فإنه لا يعتدّ به ولا يعتبر في الميزان الحقّ... وليكن مبتغاكم ومقصدكم وهمّكم رضى ربكم عنكم؛ ف"من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناسَ". واعلموا -بارك الله فيكم- أن قراءتكم أثناء الصلاة -عمدًا وقصداً- لِما تعلمون انه ليس صواباً، -تغطيةً عن السهو وملأً للفراغ بأيّ شيء كان، لئلاّ يحس العوامّ- : أمرٌ خطير جدًا، يُخشى على صاحبه مما لا يُحمد في دنياه وأخراه... فالقرآن أمانة عندكم وأنتم مؤتمنون عليه فيجب ان تبلّغوه كما وصل إليكم ، فإن لم يظهرْ فاستعينوا بإخوانكم بصدر رحب وطيب نفس وتؤدة وتأنٍّ ومهَل، ولا يكون هذا إلا بمجاهدة شديدة للنفس ومراقبة كبيرة لله تعالى شهوراً بل سنوات؛ لأن الأمر عسير صعبٌ... فاحرصوا واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.. وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى..