هوية بريس – وكالات وسط الاتهامات التي كالتها وزارة الدفاع الروسية الاثنين للولايات المتحدة بإقامتها نحو 30 مختبراً بيولوجياً في أوكرانيا دعت منظمة الصحة العالمية السلطات الأوكرانية لتدمير مسببات الأمراض "الجراثيم والميكروبات والفيروسات" الموجودة في مختبرات الصحة العامة لمنع الأخطار التي قد تسببها في حال تسربها. وبينما أشار قائد قوات الدفاع الشعاعي والكيميائي والبيولوجي في القوات الروسية إيغور كيريلوف إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية "أدارت برامج بيولوجية عسكرية في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق" (ويخص في تصريحه هذا أوكرانيا)، لم يصدر عن واشنطن أو كييف أي تعليق حول التصريحات الروسية. فما الأسلحة البيولوجية التي تروج موسكو أن أوكرانيا تسعى لتطويرها بمساعدة أمريكية؟ وما مقدار قوتها وخطورتها؟ ولماذا أطلق عليها اسم أسلحة الفقراء؟ وماذا عن الاتفاقيات والمعاهدات التي تحظر استخدامها؟ الأسلحة البيولوجية تستخدم الأسلحة البيولوجية الفيروسات والبكتيريا أو أحد سمومها بغية نشر مسببات الأمراض الفتاكة والخطيرة سواء بين البشر أو الحيوانات أو النباتات بشكل متعمد بغية قتل الآلاف في بيئة غير قادرة على صد مثل هذا الهجوم. وتكمن خطورة هذه الأسلحة وقوتها بأنها خفية، بل قد لا تشعر بها إلا بعد أن تتغلغل في الجسم وتفرض سيطرتها عليه، فهي باختصار حرب صامتة من دون حاجة إلى تفجير ودمار، حيث تكتفي بالقضاء على جيش أو شعب كامل بشكل مباغت حيثما وحينما لا يتوقع. وبعكس السلاح التقليدي الذي يزول أثره بعد زوال الانفجار تعتبر الأسلحة البيولوجية من فئة أسلحة الدمار الشامل التي يمتد أثرها إلى مناطق واسعة وأزمان ممتدة، بالإضافة إلى كونها أسلحة سريعة وسهلة التجهيز بتكاليف منخفضة. ولا يقتصر استخدام هذا النوع من الأسلحة على العصر الحديث في أيام الحرب العالمية الأولى وحسب، بل يعود تاريخ استخدامها إلى عصر الرومان الذين سمموا الأنهار وآبار المياه أثناء حروبهم. وفي نهاية القرن ال18 حاول الجنود الإنجليز استخدام الجدري ضد الهنود الأمريكيين من خلال بطانيات ملوثة بالفيروس تم توزيعها عليهم في صورة تبرعات خيرية.