تمر عملية التنسيق النيابي بين فرق المعارضة البرلمانية نحو مراحل أكثر جدية، بدخول الأمناء العامين للأحزاب الأربعة على خط العملية؛ لكن هواجس صدامات بعيدة قريبة بين القادة تظل حاضرة في تدبير معارضة حكومة أخنوش. واكتفت فرق المعارضة، ضمن بيان لها، بطرح التنسيق داخل البرلمان، مع السعي إلى رفعه إلى مستويات أكبر وأوسع، مع تثمين قادة الأحزاب للعملية ودعمهم للتعاون بين الفرق ومساندتهم للمبادرات التي تروم الارتقاء به. وأبقى البيان الصادر مستوى التنسيق داخل مجلس النواب فقط، وحصر تدخل الأمناء العامين في التثمين والدعوة إلى التعاون البيني، لتبقى إمكانيات التنسيق على أعلى مستوى غير مطروحة للتداول حاليا. وعلى الرغم من خطوة التقارب البرلماني فإن الذاكرة الحزبية القريبة توحي بابتعاد فرص التقارب، خصوصا بماضي الصدامات الحادة بين الأمناء العامين عبد الإله بنكيران وإدريس لشكر ومحمد نبيل بنعبد الله. وحملت فترة الانتخابات وما تلاها فرصا عديدة تصادمت فيها الأطراف بشكل حاد، بتبادل اتهامات تتعلق باختيارات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وخلافاته الداخلية، فضلا عن شهادات قدمها لشكر في حق بنكيران تهاجم سلوكات صادرة عنه. بدوره، لم تجنب الانتماءات إلى الصف اليساري حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية من التقابل لفترات طويلة استعصى فيها التنسيق الثنائي، خصوصا أمام التقاطب الذي يجمع إدريس لشكر ومحمد نبيل نبعبد الله. إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، اعتبر أن حزب "السنبلة" لا حرج لديه في التوافق على أعلى مستوى، معتبرا أن الانتخابات قد انتهت ويمكن تحقيق التفاهمات وتقديم الاعتذرات بين الشخصيات المتصادمة. وأضاف السنتيسي، في تصريح لهسبريس، أن التحالف حاصل داخل مجلس النواب فقط دون غيره، وهو فريد من نوعه، مؤكدا أنه بالنسبة إلى حزب الحركة الشعبية فلا خلاف مع أحد وخلافات الأمناء لن تؤثر على التنسيق. وسجل رئيس الفريق الحركي بالغرفة الأولى أن المعارضة مؤسساتية والأمناء العامون يثمنون العمل، مشددا على أهمية الجدية في العمل ووجود إمكانية تحقيق الصلح، وزاد: "هذا التنسيق لا يمنع الفرق والأحزاب من الاشتغال فرديا، إن هي أرادت ذلك". عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، قال إن الهدف ليس التنسيق الحزبي، بل وضع الأمناء العامين في الصورة، موردا أن "الجميع يعرف الاختلافات بين القيادات". واعتبر شهيد في تصريح لهسبريس، أن الخلافات السياسية ليست دائمة وتدبر على المستوى السياسي كذلك، مشيرا إلى أن الهدف هو توفير بيئة داعمة للفرق البرلمانية. من جهته، رفض عبد الله بوانوو، النائب عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، التعليق على الموضوع، مكتفيا بالاحتفاظ بالنقاط الصادرة عن بلاغ اجتماع فرق المعارضة أمس الجمعة.