سجلت أسعار العقود الآجلة للنفط تراجعا حادا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، في أعقاب إعلان روسيا عودة جزء من قواتها التي كانت منتشرة على الحدود مع أوكرانيا إلى قواعدها، حيث يقيم المستثمرون مؤشرات تراجع حدة التوتر في الأزمة الأوكرانية واحتمالات زيادة المعروض من الخام في الأسواق، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. وتراجعت أسعار العقود الآجلة في تعاملات بورصة نيويورك بنحو 5 دولارات للبرميل، وهو أكبر تراجع لها منذ نونبر الماضي بعد اقترابها منذ 95 دولارا. وشهدت أسعار الخام تقلبات واسعة خلال الأسبوع الحالي على خلفية تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث كانت الولاياتالمتحدة قد حذرت من احتمال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا خلال الأسبوع الحالي، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته مع المستشار الألماني، أولف شولتز، كانت عملية ويمكن أن تمثل أساسا لمزيد من المناقشات. كما تنفي موسكو باستمرار وجود أي نوايا لمهاجمة أوكرانيا. لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، قال إنه لم يلحظ حتى الآن أي إشارات إلى خفض الوجود العسكري الروسي بالقرب من الحدود الأوكرانية، مضيفا في الوقت نفسه أن الناتو يشعر ببعض التفاؤل فيما يتعلق بالإشارات الواردة من موسكو، التي تفيد بأن الجهود الدبلوماسية حول أوكرانيا ستستمر. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه سيقترح استمرار الاتصالات الدبلوماسية مع الدول الغربية بشأن التوتر في أوكرانيا، وهو ما هدأ المخاوف من نشوب نزاع مسلح على الحدود الروسية الأوكرانية. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أنه في الوقت الذي ستسيطر فيه المخاطر الجيو-سياسية في أوروبا على حركة الأسواق خلال الأسبوع الحالي، فإن مؤشرات النمو القوي لإنتاج الزيت الصخري في أوروبا واحتمالات عودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية مع قرب التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، عززت الآمال في زيادة المعروض من النفط الخام في الأسواق. وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي، بمقدار 4,3 دولارات إلى 91,16 دولارا للبرميل، تسليم مارس المقبل حتى الساعة العاشرة و40 دقيقة بتوقيت نيويورك. وتراجع سعر خام برنت بمقدار 3,93 دولارا إلى 92,55 دولارا للبرميل، تسليم أبريل المقبل.