مخاوف صحية من ظهور سلالة جديدة من المتحوّر الفيروسي "دلتا" بالمملكة المتحدة، بعد تسجيل إصابات يومية متتالية بهذه السلالة في الأيام الأخيرة، وهو ما دفع بعض الخبراء العالميين إلى التحذير من "شراستها" لأنها قد تكون أكثر عدوى من متغير "دلتا" الأصلي. وبناءً على المؤشرات الوبائية المرصودة بكل ألمانياوهولنداوبريطانيا، قررت السلطات المغربية تعليق الرحلات الجوية مع البلدان الثلاثة بدءاً من اليوم الأربعاء. وحسَب مصادر هسبريس فإن القرار المغربي مرده إلى "التطور القوّي" للوباء في هذه الدول على غرار ما وقع بروسيا. وتعكف المختبرات الدولية على دراسة السلالة الجديدة للمتحور الفيروسي "دلتا" من أجل فهم حجم التهديد الذي يشكله على المواطنين، لكن بعض تعليقات المسؤولين الصحيين تنفي فرضية تغّلبه على اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19′′، غير أن ذلك لم يتم إثباته بقرائن علمية واضحة. وفي هذا الصدد، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن "سلالة AY.4.2 عبارة عن متحور مشتق من متحور دلتا الأصلي ببريطانيا؛ في حين يربط البعض بين ظهور هذه السلالة وارتفاع الإصابات اليومية بالمملكة المتحدة التي تصل إلى أزيد 50 ألف حالة". وأضاف حمضي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "إلى حد الساعة لا توجد أي دراسة علمية تبيّن هذه العلاقة الترابطية بين السلالة الجديدة وارتفاع الإصابات ببريطانيا، إذ يبقى هذا الاحتمال مجرد نظرية رياضية لا تسندها أي دلائل علمية". وتابع الخبير الطبي بأن "القفزة الوبائية البريطانية يمكن تفسيرها بعدم اعتماد جواز التلقيح لأسباب سياسية متعلقة بالأعراف التاريخية البريطانية"، ثم زاد: "صحيح، نجحت بريطانيا في تلقيح جلّ المواطنين، لكنها أزالت كل القيود الاحترازية بالأماكن المغلقة، وهو ما حذّر منه خبراء كثر، لأن ذلك يسهم في ظهور متحورات جديدة". وبخصوص إقدام المملكة المغربية على تعليق الرحلات الجوية مع هولنداوبريطانياوألمانيا، أفاد الباحث في السياسات الصحية بأن "قرار تعليق الرحلات لا يُتخذ انطلاقا من المؤشرات الوبائية فقط، لكن هناك عوامل أخرى يتم أخذها بعين الاعتبار قبل المصادقة على القرار، خاصة ما يتعلق بحجم المبادلات وحركية المواطنين". ومع ذلك، أكد المتحدث أن "المغرب حذر في التعامل مع المتحورات الفيروسية العالمية، خاصة أن قدرته على إجراء الفحوصات المخبرية محدودة بالمقارنة مع البلدان الأوروبية"، مشدداً على أن "انتقال السلطات صوب تعميم جواز التلقيح يرمي إلى حصر انتشار المرض، والاستعداد لفصل الشتاء الذي سيعرف بالتأكيد موجات فيروسية جديدة".