على بعد يوم فقط من رفع الستار على فعاليات ألعاب القوى، ضمن الدورة ال32 للألعاب الأولمبية التي تحتضنها طوكيو إلى غاية ثامن غشت المقبل، سيكون العداؤون المغاربة أمام تحدي صون المكتسبات وتعزيز رصيد أم الألعاب من الميداليات المحققة في أرقى تظاهرة رياضية عالمية على الإطلاق. ومن خلال التعامل مع لغة الأرقام، يبدو أن العدائين المغاربة سيخضعون لمحك حقيقي خلال الأولمبياد الياباني، وسيكون عيلهم رفع أكثر من تحدي بدءا بالحفاظ على المكتسبات التي حققتها ألعاب القوى الوطنية منذ دورة 1960، حيث كان لها شرف اعتلاء منصة التتويج لأول مرة بفضل فضية عبد السلام الراضي في سباق الماراطون. لقد دخل المغرب تاريخ الألعاب الأولمبية من باب ألعاب القوى، بعد إحراز عبد السلام الراضي فضية الماراطون في دورة روما؛ لكن الحصاد كان غثا خلال الدورات الموالية ولازم التواضع المشاركة المغربية حتى دورة لوس أنجليس، حيث بزغ نجما سعيد عويطة ونوال المتوكل وترصع السجل المغربي بذهبيتي هذين العدائين، الأول في سباق 5000م والثانية في سباق 400م حواجز. ومنذ دورة لوس أنجليس 1984، أضحت أم الألعاب إلى جانب الملاكمة المنقذتين لماء وجه الرياضة المغربية في الدورات الأولمبية، واستمر الوضع كذلك إلى غاية دورة أثينا 2004 حيث تمكنت ألعاب القوى لوحدها من إحراز ثلاث ميداليات؛ منها ذهبيتان (هشام الكروج في 1500م و5000م )، وفضية لحسناء بنحسي في سباق 800م. وعزز جواد غريب الغلة في دورة بكين 2008، بنيله الميدالية الفضية في سباق الماراطون. وقد لا تشذ المشاركة المغربية في دورة طوكيو عن هذه القاعدة؛ ذلك أن كل الآمال في الصعود إلى منصة التتويج معقودة على جيل جديد من العدائين، يقوده المخضرم سفيان البقالي، هاجسه تحدي كسب رهان ربط حاضر أم الألعاب الوطنية بماضيها. والأكيد هو أن الطاقم التقني المشرف على المنتخب المغربي يعول على تجربة وحنكة مجموعة من العدائين والعداءات، الذين ساهموا في تألق ألعاب القوى الوطنية، وفتوة وطموح آخرين شباب يأملون في تدشين مشوارهم بمعانقة باكورة ألقابهم في أكبر التظاهرات الكونية على الإطلاق. ويدخل البقالي، الذي كانت آخر إنجازاته تحقيق أسرع توقيت عالمي للموسم في سباق 3000 متر موانع، في ملتقى روما ضمن العصبة الماسية (8 د و8 ث و54 ج م)، المنافسات كأكبر مرشح لنيل إحدى الميداليات الأولمبية الثلاث. وكما أكد عبد الله بوكراع، المدير التقني الوطني، غير ما مرة، فإن "الفريق المشارك في هذا الحدث العالمي يتشكل من عدائين وعداءات شباب يطمحون إلى تدشين مشوارهم الاحترافي بنيل إحدى الميداليات أو على الأقل التأهل إلى نهائيات السباقات التي سيخوضونها، إلى جانب عدائين متمرسين كسفيان البقالي في سباق 3000م موانع ورباب العرافي في 800م. ويتشكل المنتخب المغربي لألعاب القوى من 15 عداء وعداءة وهم سفيان البقالي (3000م موانع و1500م ) وعبد الكريم بنزهة ومحمد تندوفت (3000م موانع) ورباب العرافي (800م و1500م) وأنس الساعي وعبد اللطيف صديقي (1500م ) وسفيان بوقنطار (5000م ) ومحمد رضى العربي وعثمان الكومري ورقية المقيم (الماراطون) وعبد العاطي الكص ومصطفى سماعيلي ونبيل أسامة (800م ) وحمزة السهلي (10 آلاف متر) وزهير الطالبي (5000م و10 آلاف متر). ولئن كانت تحذو كل هؤلاء العدائين والعداءات رغبة أكيدة في تسجيل حضور متميز في الأولمبياد الأولمبي، فإن المضمار يبقى هو المحك والاختبار الحقيقي لقدرات ومؤهلات كل واحد منهم.