أقيمت بصحراء مدينة طانطان، طيلة الأيام الماضية، العديد من التداريب الحربية الميدانية التي تحاكي سيناريوهات المواجهات المباشرة، حيث تندرج ضمن أنشطة مناورات "الأسد الإفريقي" الرامية إلى تعزيز التعاون العسكري البيني على صعيد القوات البرية والجوية والبحرية. وتتدرب عناصر القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، بمعية الشركاء العسكريين الدوليين، على استخدام الأسلحة الثقيلة المتطورة، خاصة المدفعيات الهجومية والدبابات الحربية، بالموازاة مع خوض بعض التمارين الميدانية التي توظف الأسلحة الجماعية ذات الاستعمال المشترك. وتعمل القوات العسكرية، وفق معطيات هسبريس، على استخدام الأسلحة الثقيلة خلال التمارين التكتيكية، إلى جانب التدريب العملياتي على تنفيذ الرماية بالذخيرة الحية؛ فيما سيتم اختتام المناورات بإجراء تمرين عسكري ضخم بطانطان، في اليوم الأخير من التدريبات المشتركة. وعلاقة بذلك، يرتقب أن تشهد مدينة أكادير، اليوم، تمارين عسكرية تهم التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي، من أجل الوقوف على مدى جاهزية الجيوش الدولية للتصدي لمختلف المخاطر ذات الصلة، خاصة في ظل المخاطر الجديدة المطروحة على الصعيد العالمي. ويحتضن مقر القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية مركز العمليات للقوات المشتركة، حيث يشرف ضباط القوات المسلحة والقوات الأمريكية على التخطيط والتحضير لجميع العمليات والمناورات المبرمجة ضمن تدريبات "الأسد الإفريقي" لهذه السنة. وتمتد أنشطة مناورات "الأسد الإفريقي" إلى غاية الثامن عشر من يونيو الجاري، وتتوزع إلى أماكن جغرافية متنوعة، حيث تتواصل المناورات والعمليات الميدانية بشكل متزامن؛ سعيا إلى تعزيز مستوى التعاون والتدريب، وزيادة قابلية التشغيل البيني، وكذلك تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين المكونات العسكرية المختلفة. واحتضنت المحبس إحدى أهم المناورات العسكرية الميدانية المندرجة في إطار التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة، إذ عرفت المنطقة إنزالا حربيا ضخما للقوات المسلحة الملكية، بمعية نظيرتها الأمريكية، يتضمن إجراء وتنفيذ العديد من الأنشطة العسكرية الواقعية داخل بيئة حرب حقيقية. وأقامت القوات المسلحة الملكية، في السياق ذاته، مستشفى طبيا جراحيا بجماعة "أملن" بضواحي تافراوت، حيث تصل طاقته الاستيعابية إلى 30 سريرا قابلة للزيادة حسب الحاجة الطبية؛ بينما يسهر أزيد من 100 إطار طبي وشبه طبي على تقديم الخدمات الاستشفائية لفائدة سكان المنطقة.