بأسلوب غاية في الأدب الجم خاطب به والدَه الشيخ يوسف القرضاوي، اختار الشاعر عبد الرحمان يوسف القرضاوي أن يعارض فتوى أبيه التي أكد فيها "وجوب" مساندة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، مفندا كل الحيثيات والمسوغات الشرعية والقانونية التي أوردها أبوه عالم الدين الشهير. وحرص نجل القرضاوي على تضمين مقالته، التي نشرها يوم الأحد في بعض الصحف المصرية، بعبارات التبجيل والتقدير الشخصي لوالده، من قبيل جمله المتكررة "أبي العظيم"، و"أبي الغالي..الكريم.."، غير أنه دحض ركائز فتوى والده التي أصدرها قبل أيام قليلة. وأبدى عبد الرحمان القرضاوي تحفظه من فتوى والده لأن "ما كتبه لم يكن رأيا سياسيا يحتمل الصواب والخطأ، بل كانت فتوى شرعية يفتي بها إمام الوسطية الشيخ يوسف القرضاوي، وهو ما أذهلني وأربكني وآلمني" يقول نجل عالم الدين المصري. وقال مخاطبا والده "إن اللحظة الراهنة بتعقيدها وارتباكاتها جديدة ومختلفة تماما عن تجربة جيلكم كله، ذلك الجيل الذي لم يعرف الثورات الشعبية الحقيقية، ولم يقترب من إرادة الشعوب وأفكار الشباب المتجاوزة، ولعل هذا هو السبب في أن يجري على قلمك ما لم أتعلمه أو أتربى عليه يوما من فضيلتكم". وذهب نجل القرضاوي إلى أن "المقارنة بين مرسي ومبارك غير مقبولة، وهذه رؤية جيلنا التي ربما لا يراها من قبلنا"، في إشارة إلى موقف والده مما حدث أخيرا في مصر، مضيفا بأن "جيلنا لم يصبر على الاستبداد ستين أو ثلاثين عاما، بل هو جيلكم الذي فعل ذلك باسم الصبر". وتابع "نحن جيل تعلم أن لا يسمح لبذرة الاستبداد بالاستقرار في الأرض، وقرر أن يقتلعها من عامها الأول قبل أن تنمو"، مردفا بأنه "لو أن مرسي قد ارتكب واحدا في المئة مما ارتكبه سابقوه، فما كان لنا أن نسكت عليه، وهذا حقنا، ولن نقع في فخ المقارنة بستين عاما مضت، لأننا إذا انجرفنا لهذا الفخ فلن نخرج من الماضي أبدا". واستعرض ابن القرضاوي كل الفرص التي أهدرها الرئيس المصري المعزول "لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف..". وزاد الشاعر بالقول "كنتُ وما زلتُ من الثائرين الذين يطالبون بالحرية للناس جميعا، بهذه الكلمة كنت في الميدان يوم الخامس والعشرين من يناير، ويوم الثلاثين من يونيو أيضا، ولم أشغل نفسي بالمطالبة بإقامة شرع الله، ولم أر أن من حقي فرض الشريعة على أحد، بل شغلت نفسي بتحريض الناس أن يكونوا أحرارا، فالحرية والشريعة عندي سواء".