نظمت البعثتان المغربية والفرنسية لدى الأممالمتحدة، الجمعة، اجتماعا لمجموعة أصدقاء المناخ، شارك فيه عدد من السفراء وممثلي القطاع الخاص. وقال عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب بالأممالمتحدة، في افتتاح هذا اللقاء الذي نظم افتراضيا، إن الحفاظ على كوكب صحي أمر بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة. وذكر هلال أنه من الضروري أن يكون القطاع الخاص فاعلا حقيقيا ومحفزا للعمل المناخي وخلق فرص العمل، موردا أن ذلك يتعزز سنة بعد سنة بفضل تضافر الجهود. وأشار المسؤول المغربي إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص أظهرت تقدما ملموسا في مجال العمل من أجل المناخ، وزاد قائلاً: "نحن على يقين بأن الحكومات لوحدها لا تستطيع القيام بكل شيء من أجل المناخ". وأكد هلال أن "القطاع الخاص أصبح فاعلا رئيسيا في معادلة المناخ الدولية"، معتبرا أنه "إلى جانب الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني، يمكن للعالم أن يحقق التعافي من تداعيات جائحة كوفيد-19". وأضاف السفير الممثل الدائم للمغرب بالأممالمتحدة أن على الدول النامية، وعلى الخصوص الدول الإفريقية، أن تعمل من أجل مواجهة التغير المناخي، وهو ما يتطلب، بحسبه، تحقيق توازن بين التخفيف والتكيف ودعم ذلك بالتمويل والتكنولوجيا للاقتصادات النامية. وفي المغرب، تحدث السفير المغربي عما تحقق بقيادة الملك محمد السادس من خلال الاستمرار في الاستثمار في التغير المناخي عبر الرفع من حصة الطاقات المتجددة وتقوية مركب نور للطاقة الشمسية وإطلاق مشاريع للطاقة الريحية، ودعم تكيف الفلاحة الإفريقية لمواجهة التحديات المرتبط بالمناخ وتدبير الماء. وأكد هلال في الندوة التي حضرها مسؤولون من الأممالمتحدة وسفراء عدد من الدول، أن "تقوية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص ضروري من أجل خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف مكافحة التغير المناخي". من جهته، تحدث مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، عن انخراط المجموعة في سلسلة الغذاء العالمية من خلال إنتاج وتوزيع الأسمدة، ودعمها لجهود مكافحة التغير المناخي في القارة الإفريقية. وذكر التراب، ضمن كلمته في اللقاء، أن التجربة بينت أن إزالة الكربون من النظام الغذائي العالمي أمر لا بد منه، ومن أجل الاستجابة لوتيرة ارتفاع ساكنة العالم، يتوجب الرفع من الإنتاج الفلاحي بشكل مستدام من خلال الزراعة المكثفة عوض الواسعة. وأكد المسؤول المغربي أن "الفلاحة تواجه تحديات كبيرة، منها الأمن الغذائي ومحاربة الفقر، خصوصا في إفريقيا حيث أغلب المواطنين المعنيين هم عبارة عن أصحاب أراض فلاحية صغيرة ويعانون من إنتاجية ضعيفة". واعتبر الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أن "القارة الإفريقية هي مفتاح معادلة الأمن الغذائي في العالم، وهذا يتطلب دعم وتشجيع الفلاحة الذكية والمكثفة واستعمال الأسمدة المناسبة". وفي حديثه عما تقوم به المجموعة المغربية الرائدة عالميا لمواجهة التغير المناخي، كشف التراب عن طموح والتزام المجموعة بالوصول إلى 100 في المائة من الطاقة النظيفة قبل 2030، وهو هدف يتم العمل عليه من خلال إطلاق عدد من الاستثمارات في هذا المجال، إضافة إلى اقتصاد الماء المستعمل. وذكر التراب أن المجموعة استثمرت قبل سنوات في البحث والتطوير من خلال جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، كما قامت بإحداث واحتضان المعهد الدولي لتغذية النباتات، وهي مؤسسة دولية تهتم بالبحث العلمي من أجل الأمن الغذائي لفائدة إفريقيا.