بعدما دافعت عن استقبال زعيمها من قبل السلطات الإسبانية، هاجمت جبهة البوليساريو الانفصالية مدريد، وقالت إنها استسلمت ل"ابتزاز" المغرب. وانتقدت وسائل إعلام جبهة البوليساريو القضاء الإسباني بسبب الأخبار غير الرسمية التي راجت حول استدعاء إبراهيم غالي، معتبرة أن ذلك "يظهر بشكل واضح هشاشة الحكومة والمؤسسات الإسبانية التي استسلمت مرة أخرى للابتزاز والتدخل المغربي في قراراتها السيادية واستقلالية القضاء". ومازالت الشكوك تحوم حول استدعاء القضاء الإسباني لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، فبعدما أكدت وسائل إعلام إيبيرية من بينها "إيفي" خبر الاستدعاء بعد تريث، عادت اليوم لتقدم رواية أخرى. وقالت مصادر إسبانية، من بينها وكالة الأنباء الإسبانية ووكالة أوروبا برس، إن قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمر بالتحقق مما إذا كان زعيم البوليساريو يوجد على الأراضي الإسبانية بهوية وأوراق مزورة قبل أن يقرر في مسألة استدعائه. وذكرت المصادر ذاتها أن قاضي المحكمة المركزية رقم 5 لم يرفض من حيث المبدأ استدعاء إبراهيم غالي قصد التحقيق معه في التهم الموجهة إليه، بناء على طلب الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد علمه بذلك؛ فيما تم توجيه الاستدعاء فعلاً إلى خمسة أعضاء من جبهة البوليساريو، من بينهم قياديون. وكانت معطيات غير رسمية راجت حول استدعاء إبراهيم غالي للمثول أمام المحاكم الإسبانية بعد شكاية قدمها فاضل بريكة. ويتهم الناشط الصحراوي بريكة، الذي قبلت المحاكم الإسبانية شكايته في أبريل الماضي، زعيم الانفصاليين بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2009 إلى 10 نونبر من العام نفسه. وقال بريكة في تصريح صحافي: "لقد تم اختطافي قرابة خمسة أشهر وتعرضت للتعذيب في سجون مخيمات تندوف لسبب بسيط هو أنني طالبت بالكشف عن مصير أحمد خالد، الذي اختطف من قبل المخابرات الجزائرية منذ يناير 2009". وأضاف فاضل بريكة: "لقد نددت أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي بتجنيد الأطفال من قبل جبهة البوليساريو، وأعمال العنف التي يرتكبها قادتها". وكان إبراهيم غالي، الذي استقبلته إسبانيا بهوية جزائرية مزورة وبأوراق أخرى مزورة موضوع عدة شكايات في إسبانيا، بتهم الاغتصاب والتعذيب والإبادة الجماعية والاختطاف. وصدرت مذكرة توقيف في حق المسمى إبراهيم غالي من قبل السلطات الإسبانية في العام 2008، وفي العام 2013 وجهت إليه المحاكم الإسبانية لائحة اتهام طويلة. وكانت مصادر مطلعة شككت، في تصريح سابق لهسبريس، في صحة الوثائق التي جرى تداولها حول الموضوع. وقال محام مغربي يترافع في الملف في تصريح لهسبريس إنه لم يتوصل بأي معلومات تفيد باستدعاء المحكمة الإسبانية زعيم جبهة البوليساريو.