دعا مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الأوروبيين إلى تسريع حملة التلقيح ضد كورونا؛ فيما طلب مختبر "جونسون أند جونسون" الأمريكي ترخيصا طارئا للقاحه المؤلف من جرعة واحدة في الولاياتالمتحدة. وقال هانس كلوغ، مدير منظمة الصحة في أوروبا: "يجب أن نتكاثف لتسريع عمليات التلقيح"، معربا عن قلقه من آثار النسخ المتحورة لكورونا على فاعلية اللقاحات. وأضاف المسؤول في كوبنهاغن، في المقابلة مع وكالة فرانس برس، أن "شركات الصيدلة التي تكون عادة متنافسة يجب أن توحد جهودها لزيادة قدرات الإنتاج بشكل كبير، هذا ما نحن بحاجة إليه"؛ في حين شهدت عمليات التلقيح في الاتحاد الأوروبي بداية صعبة. فقد تم تلقيح ما نسبته 2,5 في المائة من المواطنين بجرعة لقاح أولى، وسط الأمل بتسريع العملية مع إعلان العديد من المختبرات عن زيادة عمليات تسليم اللقاحات. في الولاياتالمتحدة وبعد لقاحي فايزر/بايونتيك وموديرنا، ينتظر لقاح ثالث أعدته شركة "جونسون أند جونسون" موافقة وكالة الغذاء والدواء الأمريكية (إف دي آيه). وهذا اللقاح منتظر بشكل خاص لأنه يتمتع بميزتين مهمتين من الناحية اللوجستية، إذ يمكن تخزينه في درجات حرارة المُبرِّدات العادية ما سيسهّل إلى حدّ كبير عملية توزيعه، كما أنه يُعطى للأشخاص بجرعة واحدة فقط. وتعهّدت "جونسون أند جونسون" شحن 100 مليون جرعة من لقاحها إلى الولاياتالمتحدة، قبل نهاية يونيو. وحسب النتائج الأولية للتجارب السريرية التي أعلنتها الشركة والتي أجريت على نحو 44 ألف شخص في ثماني دول، فإن اللقاح كان فعالاً بشكل عام بنسبة 66 في المائة؛ بينما ترتفع فعاليته إلى نسبة 85 في المائة في الوقاية من الأعراض الشديدة للفيروس. لكنّ هذه النتائج أثارت القلق أيضاً؛ فقد كان اللقاح أكثر فعالية في الولاياتالمتحدة (72 في المائة) منه في جنوب إفريقيا (57 في المائة)، حيث ظهرت نسخة متحورة من الفيروس في هذا البلد وباتت هي الطاغية فيه إلى حدّ كبير. ويرى الخبراء في ذلك مؤشراً على أن أيّ نسخ متحورة مستقبلية يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى تجاوز الدفاعات المناعية التي طورتها اللقاحات الحالية؛ وهو سبب آخر، حسب رأيهم، لتسريع حملات التطعيم. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات ضد "كوفيد-19" التي وصلت إلى الأسواق منذ دجنبر ستبقى فعالة ضد النسخ المتحورة من الفيروس، قال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية: "هذا هو السؤال الكبير، أنا قلق".