أثارت صورة لمواطن جزائري يقوم بتقبيل يد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أثناء تحيته للجزائريين الذين اصطفوا عشية أمس الأربعاء لرؤيته بمعية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، جدلا في صفحات الفايسبوك حيث انتقد أغلب ناشطي الانترنت والمنتديات الإلكترونية تصرف المواطن الجزائري والرئيس الفرنسي الذي بدا "مرتاحا" لهذا التصرف. وتناقل ناشطو ورواد الانترنت بكثرة صورة هذا المواطن الجزائري، الذي يظهر أنه في عقده الخامس أو السادس، وهو يرتمي على اليد اليمنى للرئيس الفرنسي ليُقبلها ب"لهفة" واضحة دون أن يسحب هولاند يده من شفتي المواطن الذي وصفه البعض بالعُروبي الذي يحن إلى الاستعمار الفرنسي للجزائر من جديد. وتساءل معلقون جزائريون حول ما إذا ما تحول الرئيس الفرنسي إلى مَلك دون مملكة ولا عرش يجلس عليه، أو إلى خليفة بلقب جديد هو "آل هولاند" يستوجب على رعاياه من مختلف الأصقاع والأمصار أن "يتهافتوا" على يديه لتقبيلها احتراما وتبجيلا لشخصه المجيد. وأبدى معلقون آخرون أسفهم من مثل هذا التصرف الذي يسيء للجزائريين الشرفاء، حيث قال أحدهم إن تصرف هذا الرجل يجعله لا يستحق أن يكون منتميا لأسلافه وجدوده خاصة الذين حرروا الجزائر من الاحتلال الفرنسي الغاشم الذي جثم على صدور الجزائريين عقودا طويلة من الزمن. وقالت فاطمة أدرون، معلقة فايسبوكية، تعليقا على صورة الجزائري الذي قبّل يد الرئيس الفرنسي بأنه من "العار" أن يفعل ذلك جزائري حُر، لكونه بتصرفه هذا كأنه يشكر اشتراكيي فرنسا على طرد الجزائريين وسوء معاملتهم لهم، وأيضا على كل الجرائم الدموية التي اقترفوها عمدا في حق بل المليون شهيد. وزاد معلق آخر بأن قبول هولاند لتقبيل يده بتلك الطريقة من لدن المواطن الجزائري "المسكين" رسالة سياسية مفادها" أنا هنا ليس لتقديم اعتذار الدولة الفرنسية على جرائمها في حق الجزائر طيلة سنوات خلت، كما يطالب البعض بذلك، ولكن أنا هنا بالجزائر من أجل تلقي الترحيب وتقبيل الأيادي". وكانت أحزاب جزائرية، عددها 14 هيئة سياسية، قد طالبت فرنسا قُبيل زيارة هولاند ب"الاعتراف والاعتذار عن جرائمها في حق الشعب الجزائري، بعد أزيد من 132 عاما من الاستيطان الفرنسي وحرب الاستقلال الدموية"، وهي الزيارة التي يرافق فيها الرئيسَ الفرنسي وفدٌ هام هو الأكبر منذ توليه مهام رئاسة قصر الإليزيه في ماي الماضي، ويضم وزراء ورجال أعمال وكتابا وفنانين وصحافيين وإعلاميين.