"الوزارة كُوَنْتينا.. و من العمل حرمتينا" هو شعار من بين شعارات أخرى رفعها طلبة وخريجي معهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بمدينة تزنيت في مظاهرتهم الغاضبة من الحسين الوردي وزير الصحة "التقدمي" في حكومة عبد الإله بنكيران. الطلبة كما الطالبات، جاؤوا جميعا ب"طابلياتهم" البيضاء إلى سور المندوبية الإقليمية للصحة فأعلنوا اعتصامهم و إضرابهم عن الطعام لمدة 24 ساعة تنديدا بما اعتبروه ظلما لحقهم من سياسات وزارة الصحة. يوم كامل من معركة "الأمعاء الفارغة" و ورشات ناقش فيها الطلبة و الخريجون أثار القانون الهادف إلى معادلة دبلوم مجاز من الدولة مع تقني متخصص خريج مدارس التكوين المهني الخاص الذي تقدم به وزير الصحة إلى المجلس الحكومي يوم 6 شتنبر الماضي. ممرضو تزنيت و على غرار ما أصبح يعرف ب"معاهد تكتل الأقاليم الجنوبية" صبروا على زخات المطر النازل على رصيف الاحتجاج رغبة في إنجاح اعتصامهم و إضرابهم عن الطعام الانذاريين بهدف إدانة ما أسماه بيان الغاضبين ب"سياسة الأذان الصماء التي تنهجها وزارة الصحة علما ان مقاطعة الطلبة للدروس دخلت أسبوعها السادس على التوالي و في غياب أي رد رسمي من طرف الوزير". الطلبة استشاطوا غضبا حسبما صرحوا لهسبريس بعد تصريحات الوزير التي وصفوها بالمضللة و المتناقضة "فتارة يعترف الوردي بوجود 2650 ممرض عاطل و تارة ينفي و جودهم ". الطلبة و الخريجين بمدينة "الفضة و النعناع" يعدون بمزيد من التصعيد في ظل صمت الوزارة و يؤكدون مشاركة قوية في اعتصام 8 نونبر أمام وزارة الصحة بالعاصمة الرباط، الذي تبقى فرضية إبقاءه مفتوحا واردة مما قد يؤدي إلى سنة بيضاء بالنسبة للطلبة. الطلبة المفترشين للحصير و الملتحفين بسماء تزنيت الملبدة بالغيوم طالبوا بسحب قرار الوزير فورا و دون شروط كما لخصوا حاجياتهم في إدماج فوري لكافة خريجي فوج 2012 و فتح حوار جدي مع تنسيقيتهم الوطنية و إنشاء هيئة للممرضين و إصدار قانون ينظم ممارسة مهنة التمريض ثم استحداث نظام جامعي (أجازة، ماستر ودكتوراه). في الأخير ختم المحتجون بيانا لهم أهابوا فيه "كافة الضمائر التمريضية و جميع الهيئات النقابية إلى الالتفاف حول مطالب التنسيقية الوطنية لطلبة و خريجي معهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بالمغرب".