مساء الجمعة الماضية تم إصدار العدد السابع من المجلة المثيرة للجدل "أصوات"، والتي خصت نفسها بهوية تحريرية تعرف بالمثلية الجنسية، وتدافع عن المثليين والمتحولين والمغايرين جنسيا بالمغرب. المجلة التي اختارت لنفسها شعار "للمثليين أصوات يجب أن تسمع" استضافت مثليين مسلمين توجا علاقتهما بزواج باركه إمام مسلم حيث يحكي محمد زاهد من الجزائر وقيام الدين من جنوب افريقيا قصة "الحب" التي جمعتهما قبل أن يعلنا عقد القران الذي خلف نقاشا إعلاميا واسعا بين مؤيد ومعارض زاد من حدته خصوصية الطقوس التي مر فيها والتي ربطت ما بين المثلية والإسلام. الحوار المنشور على صفحتين وسط المجلة (التي تُحمل على شكل pdf عبر رابط موجود على الانترنيت) أجراه مدير نشر المجلة مروان بنسعيد ويحكي فيه المثلي الجزائري عن معاناته أيام الصبا وسط أسرته و مجتمعه الرافضين لسلوكه إذ يقول "واجهت مضايقات في المدرسة لكوني أنثوي النزعة.. كسر أنفي من طرف أخي و ضربه لي بشكل متكرر لإحساسه أنه بذلك يصنع مني رجلا جعلني أدخل في صراع نفسي خاصة أمام ما يقوله الناس عن الجنسانية من ناحية و ما أحس أنا به من ناحية أخرى..". ويغوص محمد زاهد في تفاصيل حياته عبر كتاب أرخ لقصته صدر السنة الماضية تحت عنوان "الإسلام والدم" كما يتحدث عن بحثه عن ملاذ روحي عبر اكتشاف البوذية التي بينت له أن "الرهاب من المثلية قد يصيب الناس في كل مكان" قبل أن يعاود التصالح مع دينه الأصلي عبر رحلة حج و عمرة قضاها مع عائلته في الديار المقدسة حسب تصريحاته المنشورة في المجلة. الحوار يحكي فيه المثليان ظروف التعارف عندما مثل محمد منظمته التي تحمل اسم"المثليون المسلمون بفرنسا" بمناسبة مؤتمر عقد بجنوب إفريقيا وهي الدولة التي سمحت بزواج المثليين منذ سنة 2006، كما يتحدثان عن مشروع مرتبط بإنشاء مسجد وسط باريس جامع للمثليين من أجل الصلوات الخمس و صلوات العيد و الجنازة هربا من رفض يتحدث عنه الشبان في حوارهما تم اكتشافه بعد امتناع الأئمة عن الصلاة على متحول جنسي توفي السنة الماضية بفرنسا و كذا رفض دفن جثمانه في مقابر المسلمين. العدد السابع من مجلة "أصوات" يحمل بين طياته أيضا تصريحا للمخرج هشام عيوش والذي يقول فيه "حان الوقت لإلغاء تجريم المثلية في المغرب" مع خطأ في الصورة حيث يظهر أخوه نبيل عيوش المخرج المعروف بفيلمه الشهير "علي زاوا"، كما يحوي العدد حوارا مع متحول جنسي من المغرب ومعلومات عن الجنس الثالث ثم مقال عن "المثلية في الرواية العربية" بالإضافة إلى افتتاحية تحت عنوان "ماذا تعرف عن رادار المثليين" والتي يتحدث فيها كاتبها عن القدرة على التعرف على المختلفين جنسيا بالاعتماد على الملاحظة و الحدس. يشار أن العدد السادس من المجلة استضاف الكاتب المغربي عبد الله الطايع صاحب كتاب "حمرة الطربوش" والمعروف بدفاعه الشرس عن الحرية الجنسية كما تضمن العدد مقالات تاريخية و أدبية لها علاقة بمجتمع المثليين في المغرب . مواضيع قال عنها مروان بن سعيد لهسبريس إنها "لاقت النجاح بدليل تحميل أكثر من 6 ألاف نسخة كل شهر والعدد في تزايد.." مردفا أن "أصوات" تفكر في إنشاء جمعية للدفاع عن الأقليات الجنسية بالمغرب سيعلن عن تأسيسها مطلع السنة القادمة.