تمويل، فعالية، إشعاع... فاعلون اقتصاديون يشهدون بمزايا البورصة بكونها وسيلة ناجعة لتمويل تطور ونمو الشركات، تزخر البورصة بالعديد من المزايا التي تمكن هذه الأخيرة من نهج طريق تطور سليمة ومستمرة. امتيازات لا يعرفها إلا القليل من أرباب الشركات مما دفع بورصة الدارالبيضاء إلى إعطاء الإنطلاقة لحملة تواصلية موجهة للشركات. حملة تخللتها شهادات العديد من المتدخلين في سوق البورصة وفاعلين اقتصاديين والتي أبرزت بشكل واقعي وملموس كل الإمتيازات التي تستفيد منها الشركات المدرجة. من بين الشركات التي تم التعريف بها وبالمزايا التي حصلت عليها من خلال إدراجها في البورصة، نجد لابيل في Label Vie، وهي واحدة من الشركات الكبرى المشتغلة في مجال التوزيع والأسواق الممتازة. بعد أن واجهت صعوبات لإيجاد وسائل تمويل كفيلة بدعم مشاريع توسعها، لجئت لابيل في إلى سوق البورصة حيث وجدت نفسا جديدا للإستمرار في تطورها وقامت برفع رأسمالها ب500 مليون درهم. كان ذلك سنة 2008 ومنذ ذلك الحين، تمكنت الشركة من مضاعفة نقط البيع التي تتوفر عليها. كما عرف رقم معاملات ارتفاعا بثلاث مرات مقارنة مع الفترة التي سبقت إدراجها ليصل اليوم إلى 1,2 مليار درهم. كما تطورت سمعة الشركة إلى حد جلب شركات دولية كما كان ذلك الشأن بالنسبة للمجموعة الفرنسية كارفور Carrefour. "من الجلي أن هذه الشراكة، ولو بشكل غير مباشر، كانت ثمرة دخولنا للبورصة. فاختيارنا للبورصة كان اختيارا للحكامة الجيدة وللشفافية، مما كان من شأنه إثارة اهتمام المجموعة الفرنسية نحونا"، يقول رياض العيساوي، المدير العام المساعد للابيل في. مثال لشركة حققت نجاحا كبيرا بعد إدراجها تؤكده تجربة واحد من الفاعلين الوطنيين الكبار في مجال الصباغة وهو كولورادو Colorado. فبعد 50 سنة من التواجد في السوق والتطور، قررت هذه الشركة المرور إلى السرعة القصوى سنة 2006، بفتح رأسمالها لفاعل مؤسساتي وكذلك لسوق البورصة. وتم في هذا الباب التنحي عن %30 من رأسمال الشركة بقيمة تعادل 140 مليون درهم. النتيجة كانت مضاعفة حجم نشاط الشركة والرفع من أرباحها ثلاث مرات.هذا، إضافة إلى كل الدعاية والإشهار الذي استفادت منه الشركة. "شكل الإدراج بالنسبة لنا فرصة للتعريف بشركتنا وبنشاطنا وتمكننا بدخولنا البورصة من جلب اهتمام وسائل الإعلام والمحللين الماليين وكذا الفاعلين المؤسساتيين"، يخبرنا فريد برادة، الرئيس المدير العام للشركة. عكس ما يروج أحيانا، فالبورصة ليست حكرا على المجموعات والشركات الكبرى، بل هي مفتوحة أساسا أمام الشركات الصغرى والمتوسطة والتي غالبا ما تكون في حاجة ماسة لمصادر تمويل جديدة تثبت نشاطها وتدعم تطورها. كان ذلك شأن داري كوسباط Dari Couspate وهي شركة متخصصة في صناعة الكسكس والماكرونة. بدأت هذه الشركة نشاطها سنة 2005 كمصنع لفائدة علامات كانت موجودة في السوق قبل أن تخلق علامة خاصة بها: داري Dari. ولقت بعد ذلك نجاحا مرموقا حيث وصل رقم معاملاتها إلى 250 مليون درهم. "لكن كان علينا الإستثمار في وحدات صناعية جديدة لأن طاقتنا الإنتاجية أصبحت منذ 2004 متخمة أكثر فأكثر. فكرنا في العديد من الحلول وكانت أمامنا خيارات متعددة إلى أن قررنا ولوج البورصة برفع رأس مال الشركة بما يعادل 30 مليون درهم"، يفسر لنا حسن خليل، نائب المدير العام للشركة. قيمة مكنت داري كوسباط من خلق وحدة صناعية من الجيل الجديد مكنتها من مسايرة الطلب والإنتاجية. "مع هذا، يبقى الإمتياز الأكبر الذي حصلنا عليه هو أننا وطدنا ثقافة جديدة في العمل، تنبني على النجاعة والأداء. فكوننا مدرجون في البورصة يجعلنا دائما تحت الأضواء وحينما نعلن أهدافنا السنوية فنحن مطالبون بالعمل الدؤوب والمستمر لتحقيقها"، يقول حسن خليل. تمويل، إشهار، شفافية، رفع في الأداء والنجاعة، توحيد للجهود وإشراك للجميع...كلها طرق للنجاح والعطاء والتطور، وكلها تمر عبر البورصة.