انتقدت حركة "ممكن"، على صفحتها في الفايسبوك، تنظيم ندوة، بحر الأسبوع الماضي بمدينة شفشاون، تخللها حفل تكريم عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة المعروفة اختصارا ب"إيسيسكو". الحركة استغربت أن يكرم المدير العام للإيسيسكو من طرف جمعية الدعوة الإسلامية التي يرأسها الفقيه علي الريسوني، وأن يربط موضوع التكريم ب"التحولات الجارية في العالم العربي منذ بداية 2011 والتي ما زالت تلقي بظلالها عليه مما يستدعي تكريم المحتفى به نظرا لتفتحه واعتداله ووسطيته ومساهمته في التأسيس الفكري لهذه الصحوة الجديدة المرتبطة بقيم الديمقراطية المتماشية مع الإسلام الحنيف ومع الحرية والعدالة.." حسبما جاء في رسالة الدعوة الموجهة للتويجري. حركة "ممكن" أشارت إلى أن المدير العام للإيسيسكو قضى أطول فترة على رأس منظمة دولية تعد القياسية من بين رؤساء المنظمات الموازية، إذ يدير المنظمة منذ سنة 1991 ضدا على منطوق البند الثاني من المادة 13 من ميثاق الإيسيسكو والتي تنص على أنه "يقوم على رأس الإدارة العامة مدير عام ينتخبه المؤتمر العام لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرتين فقط"، أي 9 سنوات كأقصى حد مسموح به. "ممكن" قالت إن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة هي من دعم حفل التكريم الذي احتضنته الشاون بتخصيصها لغلاف مالي قدره 53 ألف دولار، وفقاً لما هو متضمن في جدول أنشطتها (النشاط رقم 4.3.4.2.2)، 28 ألف دولار من ميزانية مديرية الثقافة والاتصال، و25 ألفا من ميزانية وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، وقد اقتطعتها الإيسيسكو من الميزانية العامة لبرنامج التعاون بينها وبين الوزارة المذكورة. محجوب بنسعيد، رئيس قسم الاتصال بالايسيسكو، نفى ما جاء من "ممكن"، وقال ضمن اتصال مع هسبريس إن هذه المعطيات خاطئة ومجانبة للصواب، "المدير العام لم يطلب هذا التكريم، ولم يشترط تنظيم الندوة بإقامته، لأن ذلك أمر تافه.. وغير منطقي ولا يليق بمقام المكرّم ولا بمكانة القائمين على حفل التكريم". ذات المسؤول التواصلي زاد أن ذات التكريم دعت إليه، ومولته وأشرفت عليه، عمالة إقليمشفشاون و36 من جمعيات المجتمع المدني بشمال المغرب، من بينها جمعية الدعوة الإسلامية لصاحبها علي الريسوني الذي وصفه بنسعيد بالعالم والفقيه الذي أسلم على يديه العشرات من المسيحيين الإسبان. مديرية الثقافة والاتصال من الايسيسكو قالت لهسبريس إن البرنامج كان يتضمن عقد ندوة دولية حول موضوع "مقومات الحضارة الإسلامية"، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية، بموازنة قدرها 53 ألف دولار أمريكي، إلا أن الوزارة المذكورة طلبت تأجيلها لتقر الإيسيسكو أن تنفذها لوحدها وبحصتها المالية في موضوع أخر غير الذي اتفق عليه سابقا. يشار إلى أن علي الريسوني، رئيس جمعية الدعوة الاسلامية، كان قد وجه رسالة إلى مدير الايسيسكو بتاريخ 23 يونيو الماضي، تتوفر عليها هسبريس، يطلب ضمنها دعم ندوة هدفها "تكريم المدير العام للمنظمة معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري"، كما تركت الجمعية الشاونية للمدير العام حرية اختيار الموضوع الذي يناسبه للندوة، وكذا تحديد الفترة الزمنية التي يلائمه.