يعد الساد، الذي يؤدي إلى انخفاض جودة الرؤية، السبب الرئيسي للعمى في العالم. وفي الواقع، يؤثر الساد على حوالي 25٪ من السكان، الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولحسن الحظ، يمكن علاج الساد عن طريق عملية جراحية بسيطة، ولكنها فعالة للغاية؛ حيث أصبحت شائعة ويتم إجراؤها بنجاح في جميع أنحاء العالم. ورغم أن الطب الحديث قدم حلا خاليا من المتاعب لهذه الحالة، إلا أن العمر لا يزال يشكل عامل خطر حتميا يترك العديد من المرضى المسنين يشعرون بالفضول حول هذه الحالة الطبية، وكيف يمكنهم منعها. تقدم الدكتورة لويزا إم. ساستري، الأخصائية في طب العيون وعلاج الشبكية والساد في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، إجابة على الأسئلة الأكثر شيوعاً حول الساد وكيفية علاجه. - كيف يمكن للشخص أن يعرف أنه مصاب بالساد؟ عادة، يلاحظ معظم الأشخاص أنهم يجدون صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة في المراحل المبكرة والمتوسطة من الساد. وفي المراحل المتأخرة، وعلى الرغم من أن الرؤية البعيدة تكون ضبابية للغاية، فمن المدهش أن بعض المرضى، الذين احتاجوا ذات مرة لنظارات القراءة، وجدوا أنهم لم يعودوا بحاجة إليها، وذلك لأن الساد يمكن أن يعمل كعدسة قراءة لبعض الوقت. ومع ذلك، فإن الرؤية القريبة ستزداد سوءا في النهاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيير المتكرر في النظارات الطبية أو الوهج أو الحساسية المتزايدة للضوء والتغيرات في الرؤية الملونة هي أيضا من الأعراض العامة، التي يشكي منها المرضى. ومع ذلك، وللوقوف على تطور حالة الساد مبكرا، يوصى بزيارة طبيب العيون بانتظام؛ حيث سيكون قادرا على مراقبة صحة عينيك والإبلاغ عن أي شيء قد يكون مصدر قلق. - هل يؤدي الساد إلى الصعوبة بقراءة النصوص على الخلفيات الملونة ولماذا؟ يحافظ المريض على القدرة على القراءة بشكل مستمر حتى المراحل المتأخرة من الساد، بينما يعاني معظم الأشخاص من انخفاض النظر عن بعد في المراحل المبكرة والمتوسطة من الساد. على العكس من ذلك، يمكن ملاحظة ضعف رؤية الألوان في المراحل المبكرة من الساد؛ حيث تظهر الألوان باهتة؛ لأن العدسة البلورية داخل العين، التي كانت شفافة قبل الساد، تصبح بنية أو صفراء عندما تتقدم حالة الساد في العين. وبمرور الوقت، سوف يتغير لون الرؤية. لذلك، عندما يكون للمطبوعات على النص لون مشابه للخلفية، قد يكون من الصعب التمييز بينهما. - ما المدة التي يجب أن أنتظرها للعودة إلى نشاطي الطبيعي بعد جراحة الساد؟ يمكن للمرضى العودة إلى معظم أنشطتهم بعد الجراحة مباشرة. ويمكنهم استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة الخاصة بهم، ويمكنهم مشاهدة التلفزيون لفترات زمنية معتدلة (على الرغم من أن الصورة قد لا تكون واضحة تماما في الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة، وقد تتهيج العيون قليلا إذا بقى المريض لفترات طويلة من الوقت أمام الشاشات). ومع ذلك، هناك العديد من الأشياء التي لا يمكن القيام بها في الأسبوع التالي بعد الجراحة: - عدم إدخال الماء في العينين - لذلك عند الاستحمام، يجب أن يساعد شخص ما في غسل الشعر وإذا كنت تخطط للغطس في حمام السباحة أو في البحر، فيجب عليك القيام بذلك بعناية؛ حيث يجب ألا يدخل الماء في العين، التي خضعت للعملية الجراحية خلال الأسبوع التالي لإجرائها. - عدم ممارسة التمارين الرياضية الشاقة ورفع الأثقال: يمكن للمريض المشي والتحرك بشكل طبيعي، ولكن لا يُسمح بالنشاط المجهد والمكثف في الأسبوع التالي بعد الجراحة. - عدم ثني الرأس: على سبيل المثال، في حال سقوط شيء على الأرض، يجب أن نثني ركبنا ونبقي رأسنا مرتفعا، وأيضا عند الصلاة، لا يُسمح بثني الرأس في الأسبوع التالي بعد الجراحة. - هل يتم إجراء العملية لكلتا العينين في الوقت نفسه؟ يتم إجراء عملية لعين واحدة في كل مرة، ويتم إجراء العملية للعين الثانية عادة بعد أيام قليلة أو بعد مرور أسبوع على عملية العين الأولى - ما هي المدة التي تستغرقها عملية الاستشفاء ومتى ستعود الرؤية؟ في معظم الحالات، يلاحظ الشخص تحسنا ملحوظا في الرؤية في الأيام التالية بعد الجراحة. ومع ذلك، سيتم ترتيب إجازة مرضية للمريض لمدة تتراوح بين أسبوع واحد و4 أسابيع بعد استخراج المياه البيضاء. وبشكل عام، ستستغرق الرؤية حوالي شهرا واحدا لتستقر. - هل يمكن للشخص الذي خضع لعملية الساد أن يصاب بها مرة أخرى ولماذا؟ أثناء جراحة الساد نستخرج نواة وقشرة الساد ونترك الكبسولة الخلفية من الساد. إنه غشاء رقيق وشفاف للغاية يحمل عدسة باطن العين، التي ندخلها في العين في نهاية الجراحة. لذلك بمجرد استخراج نواة الساد (النواة والقشرة)، فلن تتجدد مرة أخرى. ومع ذلك، فإن الكبسولة الخلفية الشفافة ستصبح غائمة خلال السنوات العشر القادمة بعد الجراحة، مما يتسبب في فقدان البصر مرة أخرى. غالباً ما يشار إلى هذا باسم "الساد الثانوي". عندما يكون الإعتام في الكبسولة الخلفية كبيرا، سيحتاج المريض إلى "إجراء تنظيف" بسيط للغاية لاستعادة بصره مرة أخرى. هذه عملية بسيطة بالليزر تسمى yag -capsulotomy ويتم إجراؤها في العيادة وتستمر حوالي دقيقة واحدة. بعد إجراء هذه العملية البسيطة، لن يصاب الشخص بالساد مرة أخرى. - هل يمكن إجراء جراحة الساد للأشخاص الذين لديهم عيون جافة؟ العيون الجافة شائعة للغاية، ولا تُعد من موانع جراحة الساد. يجب أن يوصي طبيب العيون بعلاج مزلق ومضاد للالتهابات حسب الحاجة حتى تصل العين إلى يوم الجراحة بأفضل حالة ممكنة من حيث الرطوبة والالتهاب. بعد الجراحة مباشرة، سيشتكي المريض من تقدم حالة جفاف عينه. هذه شكوى شائعة؛ حيث تجف العيون خلال 10-15 دقيقة عندما لا يُسمح بالرمش أثناء الجراحة، حتى لو كانت تتلقى قطرات مزلقة باستمرار (أثناء الجراحة). - هل يمكن إجراء جراحة الساد إذا سبق للشخص أن خضع لعملية الليزك؟ نعم، يمكن للمرضى الذين خضعوا لعملية ليزك سابقة، إجراء جراحة الساد بنجاح. - هل هناك تطورات تكنولوجية حديثة في جراحة الساد؟ لا تزال تقنية استحلاب العدسة هي "المعيار الذهبي" لاستخراج الساد. تتضمن هذه العملية، التي يستخدمها أطباء العيون في جميع أنحاء العالم منذ أوائل التسعينيات، استخدام طاقة الموجات فوق الصوتية لإذابة الساد واستخراجه. ولقد أثبتت نجاحها على ملايين المرضى. في الآونة الأخيرة، تم استخدام ليزر الفيمتو ثانية لإجراء أجزاء معينة من جراحة الساد (الشقوق، بضع المحفظة وتليين النواة على سبيل المثال). ومع ذلك، لم ينتشر استخدامه كثيرا، ليس بسبب أي تعقيدات مع التكنولوجيا، ولكن لأنه مكلف بالنسبة إلى مقدار التحسين المتصور، الذي يضيفه. تعد العدسات متعددة البؤر وعمق التركيز البؤري الموسع أيضا تطورات جديدة نسبيا في جراحة الساد؛ حيث يمكنها تصحيح الرؤية القريبة والبعيدة. لذلك، فهي تقلل من الاعتماد على نظارات القراءة بعد الجراحة، في حين أن العدسات "أحادية البؤرة" التقليدية تصحح فقط الرؤية عن بعد. - هل يمكن القيام بأي شيء للوقاية من الساد؟ - ارتداء النظارات الشمسية عند التواجد في الهواء الطلق: إن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى تلف القرنية وشبكية العين ويمكن أن يسبب الساد. يجب اختيار النظارات الشمسية، التي توفر حماية 100٪ من الأشعة فوق البنفسجية (A) والأشعة فوق البنفسجية (B) أو النظارات ذات الحماية 100٪ من الأشعة فوق البنفسجية 400. ومن المهم أيضا أن يعتاد الأطفال على ارتداء النظارات الشمسية في سن مبكرة، حيث إن الضرر التراكمي على مدى العمر هو الذي يضع الناس في خطر الإصابة بأمراض العين، التي تهدد البصر. - التحكم الجيد في التمثيل الغذائي لمرض السكري لديك: يمكن أن يؤدي وجود مستويات عالية من الجلوكوز في الدم إلى الإصابة بالساد. لذلك، هناك خطر متزايد للإصابة بالساد لدى مرضى السكري، وهذا ما ينتج عنه الحاجة إلى الخضوع لعملية جراحية في سن 30 و40. - تجنب المنشطات عندما لا تكون ضرورية للغاية: مثل الاستخدام المزمن لجميع أشكال المنشطات (ومن الأمثلة عليها استنشاق لعلاج الربو على سبيل المثال، عن طريق الفم لعلاج الالتهاب، قطرات العين لعلاج التهاب الملتحمة التحسسي أو التهاب العين، والكريمات لعلاج الأكزيما أو الأمراض الجلدية الأخرى)، حيث تؤدي حتما إلى حالة الساد المبكر. - الابتعاد عن المنشطات: يمكن أن يساعد تناول الرياضيين وممارسي رياضة كمال الأجسام للمكملات الغذائية، التي تحتوي على المنشطات، على تحسين الأداء وزيادة كتلة العضلات، ولكنه كثيرا ما يؤدي إلى الساد المبكر وغير ذلك من الآثار الجانبية الأخرى. - الإقلاع عن الكحول والتدخين: يمكن أن يؤدي الإقلاع عن الكحول والتدخين إلى رفع مستوى الصحة العامة، وهذا ما يؤدي بدوره إلى تحسين صحة العين.