قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، إن افتتاح قنصلية عامة لبلاده في مدينة العيون المغربية، يعد "ترجمة لعلاقات إماراتية مغربية تاريخية وراسخة ولشراكة استراتيجية تقوم على أعلى المستويات". وأضاف وزير الخارجية الإماراتي، في كلمة مسجلة خلال مؤتمر صحافي بعد حفل افتتاح قنصلية الإماراتبالعيون اليوم الأربعاء، أن العلاقات المغربية الإماراتية التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان والملك الراحل الحسن الثاني، تمتد منذ عام 1971، وعززت هذه العلاقات بمشاركة دولة الإمارات في المسيرة الخضراء. وأوضح عبد الله بن زايد آل نهيان أن افتتاح قنصلية عامة بالعيون جاء "استكمالا للمسيرة المتألقة لوحدة المصير والتعاون المستمر التي حرصت قيادة البلدين على دعمها وتطويرها"، مبرزا أن قنصلية الإمارات ثمرة لإحدى النتائج الإيجابية للعلاقة الراسخة والقوية بين الرباطوأبوظبي. "تواجدنا في هذا الإقليم المغربي هو بمثابة دفعة كبيرة على مستوى العلاقات بين البلدين في سبيل الارتقاء بها إلى فضاء أرحب"، يضيف وزير الخارجية الإماراتي، الذي أكد أن الإمارات تثمن دور الملك محمد السادس الرائد في "مواصلة التنسيق والتشاور مع القيادة بدولة الإمارات في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة". وأشادت الإمارات على لسان وزير خارجيتها بدور ملك المغرب في "الدفع بالجهود الدولية والأممية لحل النزاعات والأزمات على المستويين الإقليمي والعالمي"، منوهة كذلك بحرص العاهل المغربي بتبادل وجهات النظر مع الإمارات للوصول إلى "رؤية مشتركة تتمكن من خلالها مجتمعاتنا أن تعيش حياة كريمة وتتجاوز المحن والتحديات التي تعيق نهضتنا وتنميتنا". وأشاد وزير الخارجية بمستوى التواصل والتنسيق بين كبار المسؤولين في الرباطوأبوظبي، معتبرا أن ذلك أسهم في الوصول إلى علاقات ثنائية نموذجية في مختلف المجالات، وشدد على أهمية مواصلة "التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية وعلى صعيد العلاقات الثنائية". وعبر عبد الله بن زايد آل نهيان عن أمله في أن تقوم قنصلية الإماراتبالعيون ب"دور هام في تعزيز الفرص الإيجابية نحو توسيع مجالات الاهتمام المشترك وتعميق قنوات التعاون الثنائي بين البلدين". وقطعت الإمارات الشك باليقين بخصوص موقفها من نزاع الصحراء المغربية، وجددت التأكيد على أن موقفها ثابت ويتجلى في الوقوف مع المغرب في قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية. وقال عبد الله بن زايد آل نهيان إن هذا الموقف هو "انعكاس لأواصر الأخوة والصداقة وعمقها، واستعراضا لعلاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل الذي يجمع بين دولة الإمارات والمغرب". بدوره عبر سفير دولة الإمارات المعتمد لدى المملكة المغربية، العصري سعيد أحمد الظاهري، عن أمله أن يكون افتتاح هذه القنصلية العامة بمدينة العيون "محطة جديدة في الدينامية التي تشهدها العلاقات الثنائية لتنويع مختلف أشكال التعاون الثنائي مع جميع الأقاليم المغربية، بما يُحقق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار للمملكة المغربية الشقيقة". وشدد السفير الإماراتي، في كلمة بالمناسبة، على أن افتتاح هذه القنصلية العامة في مدينة العيون المغربية، الذي يتزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء، يؤكد "استمرارية علاقات الأخوة والتضامن بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة، ويعكس حرص دولة الإمارات على دعمها الدائم لقضية الصحراء المغربية". وشكر السفير العصري، في كلمته، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وقال إنه "شكل دوما رمزا للتضامن العربي الفعال والملموس والدفاع عن وحدة وسيادة الدول العربية، واتصل سموه بأخيه جلالة الملك لإبلاغه بالقرار الأخوي التضامني لافتتاح قنصلية عامة إماراتية في مدينة العيون".