مُتحولا من ترسيم الحدود البحرية مع جزر الكناري إلى نقاش مدينتي سبتة ومليلية، لا ينظر برلمان الجار الإسباني باطمئنان للخطوات المغربية؛ فقد جدد مجلس النواب شكاواه بخصوص الملفين، وذلك عبر بوابة أحزاب اليمين. وتطرقت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس في بداية الاجتماع إلى السجال المغربي الإسباني حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لكن نواب حزب فوكس اليميني عجلوا بتحوير دفة النقاش صوب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها شغرا سبتة ومليلية. واسترسل النائب كارلوس هوغو فرنانديز، عن حزب فوكس، في النقاش بشكل أقوى، حين تحدث أمام الأعضاء حول مطالب مستمرة للمغرب بشأن سبتة ومليلية، وطلب الدعم للمواطنين بالمدينتين، فيما طرح النائب فرناندو غوتيريز ضرورة ضمان إسبانيا لاستقلال المدينتين. وساد نقاش حاد وسط لجنة الشؤون الخارجية التي شهدت تقاطبات إيديولوجية واتهامات يمينية متطرفة للحكومة الاشتراكية بخصوص تليين المواقف مع المغرب، مقارنة مع كل فترة تولى فيها اليمين زمام الحكومة. صبري لحو، محام خبير في القانون الدولي، أورد أن المغرب عبر عن استعداده لتدبير مسائل الحدود البحرية بشكل تفاوضي ينتهي باتفاق نهائي مع الجار الإسباني، ويستحضر جميع تفاصيل القانون الدولي للبحار، مبرزا أن "خرجات الإسبان بهذا الشكل ليست جديدة". وأضاف لحو، في تصريح لهسبريس، أن حزبي فوكس وكاناريا الجديدة دائما يطرحان هذه السجالات، لكن حضور وزيرة الخارجية الإسبانية عجل بطرح تفاهمات بخصوص مواضيع كثيرة، وتبين أن الموقف الإسباني بعيد عما يريده الحزبان. وأشار الخبير الدولي إلى أن "المغرب لا يطالب سوى بإعمال القانون. أما فيما يخص قضية سبتة ومليلية، فالمغرب دائما ما يتركها جانبا لعدة اعتبارات مرتبطة بالموقف الإسباني من الصحراء، وهو الذي شهد ثورة بمساندته للعملية السياسية". وزاد لحو قائلا: "إسبانيا تحتاج المغرب في ملفات عديدة، وأصبحت ترجح كفة الاقتصاد على السياسة"، مضيفا بخصوص سبتة ومليلية أن "المغرب سلك طريق المنافسة الاقتصادية عبر الموانئ التجارية والجوار القوي، وقد يتسبب لها هذا الأمر في مزيد من الإفلاس".