لا يعرف استثناءات عمرية أو طبقية، كما لا يدرك أصحاب الوجاهة، يستمر فيروس "كورونا" المستجد في اقتفاء أثر كبار الشخصيات عبر العالم، بداية بالعائلات الملكية ورؤساء الحكومات والشخصيات العمومية وكذا الفنانين والرياضيين. ويعيش قادة الدول الأوروبية والآسيوية على وقع مخافة الإصابة بالفيروس بشكل يومي، خصوصا أمام تواتر أخبار دخول العديد من قيادات الدول إلى الحجر الصحي، بعد ظهور أعراض أولى أو متوسطة لفيروس "كوفيد 19". وفي بريطانيا، سجلت العائلة الملكية إصابة ولي العهد الأمير تشارلز، بالفيروس، بعد فحوصات دقيقة، ثم تلاه رئيس الحكومة بوريس دجونسون؛ وهو ما جعل الملكة إيليزابيث تدخل في عزلة داخل القصر، مخافة إصابتها بالعدوى. ولا يتعلق الحال فقط بالمملكة المتحدة، حيث تنفست المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصعداء، بعد ثبوت خلوها من الفيروس، حيث خضعت لفترة حجر صحي إجباري، نتيجة مخالطتها لأحد الأطباء الألمان الذين أصيبوا في وقت سابق. الفيروس الخطير دبت أواصره في قارة أمريكا الجنوبية بدورها، بإعلان وسائل إعلام برازيلية إصابة رئيس البلاد جايير بولسونارو؛ وهو ما سارع المسؤول السياسي إلى نفيه بشكل قاطع، مطالبا المواطنين بالحيطة والحذر من انتشار الوباء. ولم يسلم قصر ماليزيا بدوره من الوباء، فقد أعلن رسميا عن إصابة السلطان مصطفى رعاية الدين، ودخوله الحجر الصحي، في انتظار تماثله للشفاء؛ وهو ما خلف صدمة كبيرة لدى الماليزيين، الذين أبدوا تخوفا من إمكانية انتشار الوباء بكثرة. بدوره، أعلن القصر الأميري بموناكو أن أمير موناكو ألبير الثاني أصيب بعدوى فيروس "كوفيد-19"؛ لكن "حالته لا تثير أي قلق". وعلى مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية، انتشرت إشاعة إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل النار في الهشيم، قبل أن يتدخل البيت الأبيض لينفيها بشكل حازم؛ لكن على المستوى الشعبي، فقد شهدت أمريكا تزيدا صاروخيا لعدد الحالات المصابة بالفيروس. ومحليا أيضا، كانت حكومة سعد الدين العثماني على موعد مع فحص طبي شامل لجميع الوزراء، بعد تأكد إصابة عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل، بالوباء، أثناء جولة عمل قضاها بالديار الأوروبية، قبيل أسابيع.