تحديات المكوث بالمنازل لوقف زحف انتشار فيروس كورونا المستجد تشمل المطالعة أيضا؛ ففي ظل الحجر الصحي، بدأ المغاربة يتقاسمون كتبا أدبية وفلسفية للخروج من المرحلة بمعارف أوسع في مختلف المجالات. المبادرة التي جاءت من مجموعات لتشجيع فعل القراءة بالمغرب، يشارك فيها أدباء وصحافيون ورجال تعليم، تبسط أفكارا عن كتاب ينصح بمطالعته أيام الحجر الصحي، وتطالب باغتنام فرصة البقاء في المنازل وخفة ضغط العمل للقراءة أكثر. وتشدد المبادرة على أهمية القراءة في الظروف الحالية لكسر جو الهزيمة الذي طبع يومي المغاربة بسبب فرض الحجر الصحي وقلة الحركة، في انتظار محاصرة ناجعة لفيروس كورونا المستجد. وتفاعلا مع الظرف العصيب الذي يعيشه العالم، يقترح القائمون على المبادرة روايات عن مفهوم العزلة والحرب النفسية، مثل "1984" لجورج أورويل، و"مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز، و"الطاعون" للأديب الفرنسي ألبير كامي، و"العمى" لجوزيه سارماغو. بدورها، أطلقت الطفلة مريم أمجون، الفائزة في مسابقة تحدي القراءة التي تنظم بالإمارات العربية المتحدة، نداء إلى جميع متتبعيها من أجل استثمار المكوث بالمنازل، بعنوان "سلسلة كورونا دروس وعبر"، توجهت فيه برسائل مهمة إلى الأطفال. وردا على هيستريا الخروج إلى الشارع العام وكسر الحجر الصحي الذي فرضته السلطات، دعت هذه المبادرات إلى مطالعة كتب مهمة لتفكيك منظومة تفكير العوام، مثل "سيكولوجية الجماهير" لغوستاف لوبون، و"التخلف الاجتماعي" لمصطفى حجازي. ويراهن كثيرون على مرحلة الحجر الصحي من أجل تدارك قراءات فاتتهم بسبب ضغط العمل الروتيني وكثرة المشاغل خلال الأيام العادية، فيما يعتبر البعض أن القراءة فعل يومي يجب أن يدخل ضمن العادات الضرورية في جميع الأوقات. في المقابل، يجد البعض صعوبة في المطالعة خلال سياقات مشحونة، مثل الحجر الصحي؛ فقد اتجهت تعليقات إلى استحضار حجم التأثير النفسي لأخبار الوباء المنتشر على الذات وخفضه للمردودية والإقبال على مختلف الأمور.