خضعت مجموعة من الأشخاص القادمين من دول جنوب الصحراء، اليوم بمدينة خريبكة، لفحوصات طبية للوقوف على حالتهم الصحية، قبل أن يتم إيواؤهم بأحد المراكز الاجتماعية. وتجنّد لإنجاح العملية ممثلون عن السلطة المحلية، والائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك بخريبكة، وأحد المحسنين، إذ جرى توفير فضاء مناسب لإيواء القادمين من دول جنوب الصحراء، خاصة أولئك الذين كانوا يتخذون الشارع العام مأوى لهم. وعمل المشاركون في العملية، في البداية، على إقناع المستهدفين الذين كانوا رفضوا، في أوقات سابقة، التفاعل إيجابيا مع كل المبادرات الرامية إلى إيوائهم، خاصة خلال الفترات الشتوية الباردة. وأشار الواقفون على المبادرة إلى أن الأشخاص القادمين من دول جنوب الصحراء، كانوا يتفادون الاستفادة من خدمات مركز الإيواء، ويرتبط رفضهم في الغالب بتخوّفهم من الاعتقال أو السجن أو الترحيل إلى بلدانهم. ومباشرة بعد إقناع عشرة أشخاص ونقلهم إلى مركز للإيواء بجانب الملعب البلدي لخريبكة، تم إخضاع الجميع لفحوصات من طرف طاقم طبي، من أجل الوقوف على حالتهم الصحية وتوفير الأدوية لمن هم في حاجة إليها، في انتظار وصول أربعة أشخاص آخرين إلى المركز في الساعات الموالية. وقال الطبيب المشرف على العملية، إن الفحوصات الأولية أثبتت خلوّ الجميع من أي أعراض مرضية، في انتظار إجراء فحوصات أخرى في الساعات المقبلة، وتكوين ملفات طبية لكل واحد منهم، من أجل متابعة حالته الصحية باستمرار. ووفّر المشاركون في العملية مجموعة من الأغطية والأفرشة بأحد المرافق التابعة لمركز إيواء المتشردين بخريبكة. كما جرى توزيع ملابس داخلية وأخرى خارجية، مع تمكين المستفيدين من مواد التنظيف والاستحمام. وقال عبد الجليل جعداوي، رئيس الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك بخريبكة، إن الائتلاف سيوفر كل الوجبات الغذائية الضرورية للمستفيدين من العملية، طيلة الفترة التي حدّدتها السلطات ضمن حالة الطوارئ الصحية. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الهدف من هذه العملية يتمثل أساسا في حماية المتشردين بصفة عامة، والقادمين من دول جنوب الصحراء بشكل خاص، من كل ما يمكن أن يهدد صحتهم وسلامتهم خلال هذه الفترة التي ينتشر فيها فيروس كورونا". وقال أحد ممثلي السلطة المحلية إن الملك محمد السادس ما فتئ يؤكّد على ضرورة العناية بالمهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، وهو ما يفرض على الجميع، سلطات ومنتخبين ومجتمع مدني، الوقوف بجانب هذه الفئة المجتمعية باستمرار، لاسيما خلال الفترات التي تتطلب التضامن والتآزر والتعاون.