قالت منظمة الصحة العالمية، في آخر تقدير لها لوضع تفشي "فيروس كورونا" المستجد (كوفيد-19)، إن هذا الوباء "يمتلك خصائص الوباء العالمي"، في وقت سجلت الصين 10 وفيات بفيروس "كورونا" خلال 24 ساعة الماضية ورصدت 20 إصابة جديدة. يأتي ذلك والمزيد من الدول تبذل جهودا مضنية في الخط الأمامي لمحاربة الوباء مثل إيطالياوإيران وفرنسا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، بينما أصبحت تجربة الصين أكثر إثارة للاهتمام العالمي. وأشادت منظمة الصحة العالمية بالصين قائلة: "إنها جهود الوقاية والسيطرة على الوباء الأكثر طموحا والأسرع والأكثر إيجابية في التاريخ". وأشار تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن "تجربة الصين تخبر العالم بأنه من الممكن الحد من انتشار الوباء، ويمكن لأي دولة السيطرة على الوباء طالما كان لديها التزام قويّ من الحكومة وتعاون كبير من الشعب". وبعد جهود مضنية وشاقة، شهد وضع الوقاية والتحكم في الوباء ب"هوبي" و"ووهان" منعرجا إيجابيا، إذ "تحققت نتائج مهمة على مراحل، مع تحقيق هدف استقرار الوضع وعكس اتجاه الأحداث". ففي 10 مارس الجاري، وأثناء المرحلة الحاسمة في مكافحة فيروس كورونا، زار شي جين بينغ، الرئيس الصيني، ووهان بمقاطعة هوبي لتفقد أعمال الوقاية والسيطرة على الوباء، ولا شك في أن النتائج التي حققتها الصين في مكافحة الوباء ضخت الثقة في الكفاح العالمي ضد الوباء، إذ تمكنت الصين من إيجاد فرصة نادرة للعالم للوقاية والتحكم في الوباء. وأكدت منظمة الصحة العالمية على أن "تدابير الوقاية والسيطرة على نطاق واسع في "ووهان" و"هوبي"، هي التي منحت الوقت لمقاطعات أخرى في الصين، وأعطت المزيد من الوقت لبقية دول العالم للتحرّك؛ وهذا يعود إلى إجراءات الوقاية والسيطرة على نطاق واسع التي اتخذتها الصين، ومثلت بارقة أمل لدول العالم في الوقاية والسيطرة على الوباء". من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا" أن الصين قدمت دروسا مهمة للعالم، انطلاقا من "الكشف المجاني عن الفيروسات والتحسين المستمر لكفاءة الكشف، وفصل الأمراض الحادة والشديدة، وتقديم الاستشارات عبر الأنترنت، وبناء مستشفيات متخصصة وأخرى مؤقتة، وتعبئة القوى الحيّة داخل المجتمع، واستكشاف الممارسات الثمينة في الفحص الواسع النطاق لمكافحة الوباء". بدوره قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن "الصين حققت أداءً جيدًا في مكافحة الوباء، وهي الدولة الأكثر تأهيلًا لتقاسم خبرتها مع دول العالم". يذكر أن الصين أرسلت فرقا من الخبراء الطبيين إلى إيران والعراق وإيطاليا، من أجل مشاركة الخبرات الصينية في مجال الوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج، فيما تبقى الوقاية من الوباء العالمي ومكافحته مهمة ملحة، ومصلحة جميع البلدان في الوقوف جنبا إلى جنب، وبذل كل الجهود لتحقيق انتصار للبشرية على هذا الوباء.