قال محمد بنعجبية، مدير المركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم، إن الحملات الأخيرة للتبرع رفعت من مخزون الدم على الصعيد الوطني، إلا أن النقص مازال قائما، ولم يتم تحقيق المستويات المطلوبة ليكون الوضع مريحا. وأضاف مدير المركز الوطني لتحاقن الدم ضمن تصريح لهسبريس: "بعد التعبئة الأخيرة بدأ مخزون الدم يرتفع شيئا فشيئا، وكان الإقبال مهما، إذ فقط على مستوى الرباط تم تسجيل حوالي 400 تبرع"، مشيرا إلى أن احتياطي الدم الحالي يتراوح ما بين 4 و5 أيام، مضيفا: "لكنه غير كاف، إذ يجب أن يبلغ الاحتياطي 7 أيام لنكون مرتاحين". الخصاص دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى مطالبة الأئمة بجعل التبرع بالدم موضوعا لخطبة يوم الجمعة. وفي هذا الإطار عممت مندوبية الأوقاف في الشرق مذكرة على الأئمة تطلب فيها "تخصيص خطبة الجمعة للتوعية بأهمية عملية التصدق بالدم ونشر ثقافة التبرع إنقاذا للأرواح". وتؤكد المندوبية على فضائل التضامن والتكافل انطلاقا من كون "التبرع بالدم مقصدا شرعيا، من ظاهر التراحم في المجتمع"، موردة: "أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس". وتقول المذكرة إن "مراكز تحاقن الدم ببلادنا تشكو من خصاص كبير في كميات الدم المتبرع بها، ما ينعكس سلبا على حاجات المؤسسات الصحية من هذه المادة الحيوية ويعرض بالتالي حياة الكثيرين للخطر". وسبق أن أوضح المركز أن النمو المهم في عدد المتبرعين بالدم يرتفع في المغرب بمعدل 7 في المائة كل سنة، "إلا أنه لا يكون متوازيا طوال السنة، ما يؤدي إلى انخفاض في مخازن الدم في بعض الفترات". واعتبر المركز أن "النقص الذي يحدث بين الفينة والأخرى في احتياطي مخزون الدم في بعض مراكز تحاقن الدم يعتبر حالة طارئة، تحدث في فترات بعينها كما هو معروف عالميا، مثل فصل الصيف وأيام الأعياد والعطل وغيرها، حيث ينقص المخزون تبعا لنقص المتبرعين"، مشددا على أنه "يرتبط كذلك بنوع المنتوج الدموي، إذ توجد أنواع لا يمكن تخزينها لمدة طويلة، كمستخلص كريات الدم الحمراء، التي يمكن تخزينها لمدة 42 يوما، ومستخلص الصفيحات الدموية التي يتم تخزينها لمدة خمسة أيام فقط".