ناقش خبراء من دول مختلفة سبل الرقي بالمستقبل على مختلف الأصعدة، سواء تعلق الأمر بالتربية أو الثقافة أو العلوم، أو حتى الذكاء الاصطناعي والعلوم الإنسانية والاجتماعية. وفي هذا الإطار، قال سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو): "إن لم نستشرف المستقبل فسنحشر أنفسنا في زوايا الماضي، ونقضي على آمالنا في اللحاق بركب الدول المتقدمة التي بنت تقدمها على نتائج الدراسات الاستشرافية للتطورات العالمية الحالية والمستقبلية في مجالات التنمية، ووضعت استراتيجياتها وفق فكر الاستشراف، بعيدا عن التكهنات الاعتباطية التي لا تخضع لأسس علمية رصينة". وقال المالك خلال افتتاح منتدى المستقبل، الذي تنظمه الإيسيسكو بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أدينهاور" الألمانية، إن "استشراف المستقبل أفضل سبيل للحفاظ على المكتسبات الإنسانية ولتطويرها، حيث أثبتت الدراسات المتخصصة أن تقدم الشعوب وازدهار الحضارات لا يتسنيان إلا بالنظر والتفكير العلمي في مستقبلها، ولا يتحققان إلا بتحليل المعطيات والمكتسبات الماضية والحاضرة لمعرفة مآلاتها على المديين المتوسط والبعيد". وضرب المالك أمثلة حول أبرز نتائج هذه المقاربة الاستشرافية على المستوى العالمي، منها المقترحات العلمية لمعالجة تحدي مخاطر التغيرات المناخية والحد من الاحتباس الحراري، وما يتطلب ذلك من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 45 بالمائة بحلول عام 2030 لتصل إلى الصفر في عام 2050، والتحكم في مستوى سطح البحر. وأوضح المتحدث أن "المقاربة الاستشرافية بشأن تحدي الانتقال الرقمي والتكنولوجيا الذكية في مجال الاقتصاد والأعمال تحضيرا للثورة الصناعية الرابعة تؤكد أن 64 بالمائة من الشركات العالمية تدرك أن موظفيها يفتقرون إلى المهارات اللازمة للتحول الرقمي، لكن حتى الآن 16 بالمائة فقط من هذه المؤسسات لديها خطط عمل في هذا الصدد". وأشار المالك إلى أن "المنظمة تتبنى تأصيل فكر الاستشراف الاستراتيجي بين فئات الشباب،"، قائلا إن "استشراف المستقبل مجال جديد نريد أن نسبر أغواره في إطار رؤيتنا الجديدة، وصناعة تفكير استراتيجي نسعى إلى أن نستفيد من نتائجها، إسهاما في تحقيق مستقبل مشرق للعالم الإسلامي". وواصل قائلا إن "المنظمة أخذت على عاتقها في رؤيتها الجديدة أن تكون صناعة المستقبل من ركائزها الرئيسية، فقامت بإنشاء مركز الاستشراف الاستراتيجي من أجل تطوير آليات عملها وإحكام خططها التنفيذية، وتقديم الخبرة والدعم اللازمين لجهات الاختصاص في العالم الإسلامي، والارتقاء بمستوى أدائها لمواكبة التحديات المستقبلية". واليوم الثلاثاء، تم تنظيم ست ورشات عمل على هامش فعاليات المنتدى؛ تناولت الورشة الأولى موضوع "التربية: التوجهات الكبرى"، والثانية تمحورت حول "الثقافة: ضرورة الحوار بين الثقافات"، والثالثة اهتمت ب"العلوم: تحديات المستقبل"، والرابعة تطرقت لموضوع "الذكاء الاصطناعي: نحو تكنولوجيا أخلاقية في خدمة المجتمع"، والخامسة دارت حول "العلوم الإنسانية والاجتماعية: التطور والاستشراف"، والسادسة استشرفت "مختبر محو الأمية في المستقبل".