تظاهر الآلاف من سكان مدينة خرّاطة، شرق الجزائر، إحياء للذكرى الأولى للتظاهرة غير المسبوقة ضد ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، حسب ما أفاد صحافيون محليون. وفي 16 فبراير 2019 تجمع آلاف الأشخاص بشكل عفوي، في خراطة، على بعد حوالي 300 كيلومتر شرق الجزائر العاصمة، ضد ولاية جديدة لبوتفليقة. وفي اليوم الموالي انطلقت مسيرة مشابهة في برج بوعريريج، وفي 20 فبراير تجمع مئات الأشخاص في خنشلة، شرق البلاد أيضا، ضد ترشيح بوتفليقة، وتم تمزيق صورة عملاقة له كانت على واجهة البلدية. وبعد أسبوع خرج ملايين الجزائريين في يوم جمعة (يوم العطلة الأسبوعي) إلى الشوارع في جميع مدن البلاد للتعبير عن رفضهم لولاية خامسة لبوتفليقة، وهو ما سيجبره على الاستقالة في 2 أبريل 2019، بعد أن تخلت عنه قيادة الجيش. وفي مسيرة خرّاطة المخلدة للذكرى الأولى للحراك، سار المتظاهرون عبر شوارع المدينة في جو ربيعي وهم يرددون "الجزائريون خاوة (إخوة)" حاملين الأعلام الوطنية ورايات أمازيغية. وشارك في هذه المظاهرة عدة شخصيات من حركة الاحتجاج، مثل لخضر بورقعة أحد رموز حرب الاستقلال الذي يحظى باحترام كبير، والناشط السياسي سمير بلعربي الذي غادر السجن قبل أسبوعين. وردد المتظاهرون أيضا شعارات تطالب ب"مرحلة انتقالية" لاستعادة "السيادة الشعبية" وتغيير النظام. وتحولت الساحة، التي انطلقت منها مسيرة السنة الماضية، إلى "ساحة الحرية 16 فبراير 2019"، وأقيم نصب تذكاري بها. من جهة أخرى، جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المنتخب في ديسمبر 2019 مد يد الحوار إلى "الحراك المبارك". وقال في خطاب، الأحد، أمام ولاة الجمهورية: "لقد مرت سنة على ذكرى خروج المواطنات والمواطنين في حراك مبارك سلمي تحت حماية الجيش (...)، طالبا التغيير، رافضا المغامرة التي كادت تؤدي إلى انهيار الدولة الوطنية وأركانها، والعودة إلى المأساة التي عاشها بدمه ودموعه في تسعينيات القرن الماضي، وهذا بكل سلمية". وكان يشير إلى الحرب الأهلية بين الجيش والمجموعات الإسلامية المسلحة، التي قُتل فيها 200 ألف شخص في تسعينيات القرن الفائت.