أكّدت تيلدا سوينتون، الممثّلة الحاصلة على جائزة الأوسكار رئيسة لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إنّ هذا المهرجان فرصة لتذويب كلّ الاختلافات الوطنية، والجندرية، والدّخول في السينما الحرّة والذّاتية تماما. وعبّرت تيلدا سوينتون، في ندوة صحافية لأعضاء لجنة تحكيم الدّورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن "عدم إيمانها الكبير بالانتماءات المحلية للسينما"؛ أي بحصرها في مجال جغرافي معيّن. واعتبرت الممثلة الاسكتلندية هذا المهرجان "اجتماعا" أكثر منه منافسة؛ لأنّ "الفنّ كما نعرف لا يمكن أن يكون في منافسة"؛ وهو ما يستدعي من أعضاء لجنة التّحكيم أن "يضعوا مناماتهم، ويجلسوا مع بعضهم، ويتابعوا طيلة أسبوع كامل سينما طرية، في امتياز كبير، لا ليقولوا هذا الفيلم أفضل من الآخر، بل ليحدّدوا الفيلم الذي يريدون تسليط الضّوء عليه أكثر". وبالحديث عن تجربتها في التّمثيل قالت تيلدا سوينتون إنّها تُسأل كثيرا عن "مخاطرتها في اختيار أدوارها"، وزادت موضّحة: "أتّبع حاسّة شمّي؛ فما يعتبره البعض مخاطرة قد يكون مجال راحة إنسان آخر"، وهو ما أرجعت فضله إلى حسن اختيارها "المعاونين"، ما يقودها إلى اختيار المادّة التي ستشارك فيها. بدوره قال علي الصافي، المخرج المغربي وعضو لجنة تحكيم المهرجان، إنّ "من الجديد والمتميز أن نجد في لجنة التحكيم شخصا قادما من الفيلم الوثائقي، خاصة مخرج وثائقيات مغربي"؛ ورغم حديثه عن وحدة السينما ولغتها وتعبيراتها، استدرك بأنّ "حضور الفيلم الوثائقي في اللجنة قيمة مضافة للمهرجان، حتى يكون غنيا بمختلف الأنواع، ويعاد الاعتبار فيه لهذا النوع من الأفلام". من جهته عبّر ديفيد ميشود، وهو كاتب سيناريو ومخرج ومنتج أمريكي، عن تمنيه أن يعود إلى ما كان عليه وهو طفل يشاهد الأفلام فقط، ثم زاد أنّ تجربة مشاهدته الأفلام مع لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الثامنة عشرة ستكون مثل مشاهدته الأفلام في ثوب النّوم بمنزله؛ كما وضّح أنّه يبحث عن الفيلم الذي يكون له "صوت مميَّز". وتحدّث كليبر مندونسا فيليو، وهو كاتب سيناريو ومخرج برازيلي وعضو لجنة التحكيم، عن أنّ "السينما تتمحور حول الصّدق والاستماع إلى ما يحدث، وقد تؤلِم، وقد تُسَلّي، وقد تدفع إلى التّفكير"، ثم استحضر ما يحدث في بلاده اليوم من هجوم على السينما والفنّانين، ليضيف: "لكنّها لحظة يجب أن نمرّ بها، ويجب أن نسير عكس ما يريدون ونغيظهم بالاستمرار في العمل والإبداع". وعبّرت أندريا أرنولد، المخرجة وكاتبة السيناريو البريطانية عضو لجنة تحكيم مهرجان مراكش، عن أنّها تحبّ الذّهاب إلى سينما طرية، دون أن تعرف الكثير عن الفيلم الذي ستشاهده، وأضافت في ندوة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي يعرض غالبا الإنتاجات الأولى والثانية للمخرجين أنّها تحبّ مشاهدة الأفلام الأولى لأنها "تكون حقيقة قادمة من شغف". تجدر الإشارة إلى أنّ الدّورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكرّم السينما الأسترالية، وتترأّس لجنة تحكيم مسابقتها، التي تضمّ 14 فيلما من القارّات الخمس، الممثّلة تيلدا سوينتون؛ وتتكوّن اللجنة من كلّ من المخرجة البريطانية أندريا أرنولد، والمخرج المغربي علي الصافي، والممثّلة الفرنسية الإيطالية كيارا ماسترواني، والمخرج البرازيلي كليبر مندونسا فيليو، والمخرج الأسترالي ديفيد ميشود، والممثّل السويدي ميكائيل بيرسبراندت، والروائي والمخرج الأفغاني عتيق رحيمي، والمخرجة الفرنسية ريبيكا زلوتوفسكي.